للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لأن العين منفذ (أو مضغ علكًا) فوجد طعمه بحلقه، أفطر به. ويحرم مضغ العلك، إن كان يتحلل منه، ويكره، إن لم يتحلل نصًّا (١)؛ لأنه يجلب الريق، ويجلب الغم (٢)، ويورث العطش (أو ذاق طعامًا، ووجد الطعم) (٣) أي: طعم ما ذاقه (بحلقه) (٤) وكذ (ا) يفطر لـ (ـو بلع ريقه، بعد أن وصل) ذلك (إلى بين شفتيه) (٥) لأنه صار أجنبي (٦).

(ولا يفطر إن فعل شيئًا من جميع) ما ذكر من (المفطرات ناسيًا) لقوله : "عفي لأمتي عن الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا عليه" (٧)، ولقوله في النا [سي: "فإنما] الله أطعمه، وسقاه" (٨)، وفي لفظ آخر: "فإنما هو رزق ساقه الله إليه" (٩). وكذ (ا) لا يفطر لـ (ـو) فعل شيئًا من ذلك (مكرهًا) وكذا إكراه مغمى؛ لمعالجة إغمائه، سواء أكره لفعله، أو فُعل به (١٠)؛ لعموم قوله : "وما استكرهوا عليه".

(ولا) يفطر (إن دخل الغبار) من غبار طريق، أو نخل دقيق، أو دخان (حلقه، أو الذباب بغير قصده (١١)؛ لأنه لا يمكن التحرز منه.


(١) ينظر: مسائل ابن منصور ٣/ ١٢٢٣.
(٢) كذا في الأصل. وفي شرح المنتهى ٢/ ٣٧٣، وغيره: (ويحلب الفم). أي: يستخرج ما فيه.
ينظر: حاشية ابن قاسم ٣/ ٤٢٤.
(٣) المثبت ما في المتن ص ١٣٩. وفي الأصل: (أو وجد الطعم). وهو سهو؛ بدليل قوله بعده: (طعم ما ذاقه)، فذوق الطعام ليس مفطرًا، إلا إن وجد الطعم.
(٤) ينظر: الكافي ٢/ ٢٥٧، الإنصاف ٧/ ٤٧٩، شرح المنتهى ٢/ ٣٧٣.
(٥) ينظر: الفروع ٥/ ٢١، الإنصاف ٧/ ٤٧٥، معونة أولي النهى ٣/ ٤٠٧.
(٦) كذا في الأصل. والصواب: (أجنبيًا).
(٧) تقدم تخريجه ص ١٦٤.
(٨) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "من نسي وهو صائم، فأكل، أو شرب، فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه" متفق عليه. صحيح البخاري، كتاب الصوم، باب الصائم إذا أكل أو شرب ناسيًا، رقم (١٨٣١)، ٢/ ٦٨٢، ومسلم، كتاب الصيام، رقم (١١٥٥)، ٢/ ٨٠٩.
(٩) هو من حديث أم إسحاق الغنوية . أخرجه أحمد ٦/ ٣٦٧، والطبراني في المعجم الكبير ٢٥/ ١٦٩، وقال ابن عبد الهادي في تنقيح التحقيق ٢/ ٣٠٩: "هذا الحديث غريب"، وضعفه الألباني في الإرواء ٤/ ٨٨.
(١٠) ينظر: الفروع ٥/ ١٢، الإنصاف ٧/ ٤٢٣، شرح المنتهى ٢/ ٣٦٣.
(١١) ينظر: الوجيز ص ١٢٣، الإنصاف ٧/ ٤٢٧، الروض المربع ٤/ ٣٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>