للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فما رأينا إلا خيرًا" (١).

(و) سن (صوم عشر ذي الحجة) أي: التسعة الأول منه (٢)؛ لحديث: "ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر" (٣).

(وآكده) أي: آكد صوم عشر ذي الحجة، صوم (يوم عرفة، وهو) أي: صومه (كفارة سنتين) (٤) لحديث مسلم، عن أبي قتادة (٥) مرفوعًا في صومه: "إني لأحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله، والسنة التي بعده" (٦). قال في "الفروع": "والمراد الصغائر. حكاه في "شرح مسلم" عن العلماء. فإن لم يكن (٧) صغائر، يرجى التخفيف من الكبائر، فإن لم تكن، رفعت له درجات" (٨).

ولا يسن صوم يوم عرفة لمن بعرفة، بل فطره أفضل (٩). وكرهه


= وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان ٣/ ٣٦٥ عن جابر، وابن مسعود، وأبي سعيد، وأبي هريرة مرفوعًا، ثم قال: "هذه الأسانيد وإن كانت ضعيفة، فهي إذا ضم بعضها إلى بعض أخذت قوة. والله أعلم". وتعقبه الألباني في الضعيفة رقم (٦٨٢٤) بقوله: "قلت: شرط التقوية غير متوفر فيها؛ وهو سلامتها من الضعف الشديد". وقال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى ٢٥/ ٣٠٠: "موضوع".
(١) ينظر: مسائل ابن هانئ ١/ ١٣٧.
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى ٢٥/ ٣١٣: "وأما قول ابن عيينة، فإنه لا حجة فيه، فإن الله سبحانه أنعم عليه برزقه، وليس في إنعام الله بذلك ما يدل على أن سبب ذلك كان التوسيع يوم عاشوراء، وقد وسع الله على من هم أفضل الخلق؛ من المهاجرين والأنصار، ولم يكونوا يقصدون أن يوسعوا على أهليهم يوم عاشوراء بخصوصه".
(٢) ينظر: الكافي ٢/ ٢٦٣، الإنصاف ٧/ ٥٢٦، شرح المنتهى ٢/ ٣٨٦.
(٣) تقدم تخريجه ص ٤٢١.
(٤) ينظر: المبدع ٣/ ٥٢، الإنصاف ٧/ ٥٢٦، معونة أولي النهى ٣/ ٤٢٧.
(٥) هو: فارس رسول الله ، أبو قتادة، الحارث بن رِبْعِيّ بن بَلْدَمَة الأنصاري الخزرجي ، اختلف في شهوده بدرًا، وشهد أُحدًا، وما بعدها من المشاهد كلها. مات في خلافة علي بالكوفة، وهو ابن سبعين سنة، وصلى عليه على، وكبَّر عليه سبعًا. ينظر: الاستيعاب ٤/ ١٧٣١، أسد الغابة ٦/ ٢٦٣.
(٦) صحيح مسلم، كتاب الصيام، رقم (١١٦٢)، ٢/ ٨١٨.
(٧) كذا في الأصل. وفي الفروع ٥/ ٩٠: (تكن)، وهو أولى.
(٨) الفروع ٥/ ٩٠.
(٩) ينظر: الهداية ص ١٦٤، الإنصاف ٧/ ٥٢٣، كشاف القناع ٥/ ٣٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>