للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-إذا كانَ مملوكًا، بقيمتِه لمالكِه-، وجزاؤُه لمساكينِ الحرمِ (١)؛ لأنه حيوانٌ مضمونٌ كالكفارةِ، فجازَ اجتماعُهما فيهِ؛ كالصيد.

والصيدُ ضربانِ:

أحدُهما: ما لهُ مثلٌ، أي: شبيهٌ من النعمِ خِلْقةً، لا قيمةً. فيجبُ فيهِ مثلُه (٢)؛ لقولِه تعالى: ﴿فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ﴾ [المائدة: ٩٥]. وهذَا الذِي لهُ مثلٌ نوعانِ: أحدُهما: ما قضَت فيهِ منَ الصحابةِ، ففيهِ ما قضَت بهِ منَ الصحابةِ (٣)، وقَد قالَ : "أَصْحَابِي كَالنُّجُومِ بِأيِّهِمُ اقْتَدَيْتُمْ اهْتَدَيْتُمْ" (٤)، وقالَ : "عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ" رواهُ أحمد (٥)، ولأنهم أقربُ إلى الصوابِ، وأعرفُ بمواقعِ الخطابِ، فكان حكمُهم حجةً


(١) انظر: الشرح الكبير ٣/ ٣٥٧، الفروع ٥/ ٤٩٣، منتهى الإرادات ١/ ١٩٣، الإقناع ١/ ٥٩٩.
(٢) انظر: عمدة الفقه ٤١، المحرر ١/ ٢٤١، المبدع ٣/ ١٩٢، الروض المربع ١/ ٤٩٣.
(٣) انظر: المقنع ١٢١، شرح الزركشي ١/ ٥٧٥، معونة أولي النهى ٣/ ٣٤٢.
(٤) أخرجه عَبد بنُ حُميد في مسنده (٧٨٣) ١/ ٢٥٠، وابن عدي في الكامل ٢/ ٣٧٦، وابن عبد البر في جامعه ٢/ ١٨٣، مرويًا عن ابن عمر، وجابر، وابن عباسٍ، وغيرهم .. من طرف كلها ضعيفة منكرة. ولذلك قال أبو بكر البزار: "هذا الكلام لم يصح عن النبي ". وقال ابن حزم: "هذا خبر مكذوب موضوع باطل". انظر: البدر المنير ٩/ ٥٨٤، التلخيص الحبير ٤/ ٣٧٣، وضعفه ابن عبد البر في جامع بيان العلم ٢/ ١٨٣، وابن عدي في الكامل ٢/ ٣٧٧، وابن حجر في التلخيص ٤/ ٣٧٣.
فائدة: ذكرَ البيهقي في "الاعتقاد" ١/ ٣١٩ أن مما يشهد لمعنى هذا الحديث: حديثُ أبي موسى الأشعري : "النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ، فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أَتى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ، وَأَنَا أَمَنَةٌ لِأَصْحَابي فَإذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابي مَا يُوعَدُونَ، وَأَصْحَابِي أَمَنَةُ لِأمَّتِيْ فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ". أخرجه مسلم في كتاب فضائل الصحابة، باب بيان أن بقاء النبي أمان لأصحابه وبقاء أصحابه أمان للأمة (٢٥٣١) ٤/ ١٩٦١. فعلَّق ابنُ حجر على كلام البيهقي، فقال: "صدقَ البيهقي، هو يؤدي صحة التشجيه للصحابة بالنجوم خاصة، أما في الاقتداء فلا يظهر في حديث أبي موسى. نعم يمكن أن يُتَلمَّح ذلك من معنى الاهتداء بالنجوم". انظر: التلخيص الحبير ٤/ ٣٧٣.
(٥) أخرجه في المسند من حديث العرباض بن سارية (١٧١٤٤) ٢٨/ ٣٧٣.
وأخرجه أبو داود في كتاب السُّنَّة، باب في لزوم السنة (٤٦٠٧) ٢/ ٦١٠، والترمذي في كتاب العلم، باب الأخذ بالسُّنَّة واجتناب البدع (٢٦٧٦) ٥/ ٤٤، وابن ماجه في المقدمة، باب اتباع سُنَّة الخلفاء الراشدين المهديين (٤٢) ١/ ١٥. صححه الترمذي، والحاكم في المستدرك، وأقره الذهبي ١/ ١٧٤، وابن حبان ١/ ١٧٨، ووافقهم ابن الملقن في البدر ٩/ ٥٨٢، وابن حجر في التلخيص ٤/ ٣٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>