للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(فَتُضْمَنُ الشَّجَرَةُ الصَّغِيْرَةُ) عُرفًا بشاةٍ (١). (وَمَا فَوْقَهَا) مِن متوسطةٍ وكبيرةٍ (بِبَقَرةٍ) (٢)؛ لما رُويَ عنِ ابنِ عباس: "في الدَّوحَةِ بقرَةٌ، وفي الجزْلَةِ شَاةٌ" (٣). والدَّوحةُ: الشجرةُ العظيمةُ (٤)، والجَزْلَةُ: الشجرةُ الصغيرةُ (٥). (ويُضْمَنُ الحَشِيشُ بِقِيْمَتِهِ) (٦)، نصَّ عليهِ (٧)، لأنَّ الأصلَ وجوبُ القيمةِ. ويُفعلُ بالقيمةِ كمَا سبقَ (٨)؛ لقضاءِ الصحابةِ، فبقيَ ما عداهُ على مقتضَى الأصلِ. ويُضمَنُ الغصنُ بما


(١) انظر: الكافي ١/ ٤٢٦، المحرر ١/ ٢٤٢، منتهى الإرادات ١/ ١٩٦.
(٢) انظر: الهداية ١١٨، المقنع ١٢٣، الإقناع ١/ ٦٠٧.
(٣) قال ابن الملقن: "لم أر من خرَّجه عن ابن عباس بعد البحث عنه". انظر: البدر المنير ٦/ ٤٠٩.
والأثر يُروى عن ابن الزبير وعطاء، ذكره البيهقي نقلًا عن الشافعي قالَ: "مَن قَطعَ مِن شجَرِ الحرمِ شَيئًا جزَاهُ، حلالًا كانَ أو مُحرِمًا، فِي الشجَرةِ الصغيرَةِ شَاةٌ، وَفِي الكَبيرَةِ بَقرَةٌ. يُروَى هذَا عَنِ ابنِ الزُّبَيرِ، وَعطَاءٌ" (١٠٢٣٩) ٥/ ١٩٦، ونقل عنه أيضًا في الإملاء أنه قالَ: "والفديةُ فِي متقدَّمِ الخبرِ -يعني: خبرَ النهيِ عَن قطعِ شجَرِ الحرمِ- عنِ ابنِ الزُّبيرِ وَعطاء مجتَمعَةً: فِي الدَّوحَةِ بَقرَةٌ .. ، وقالَ عطاءٌ: في الشجَرَةِ دُونَها شاةٌ". (١٠٢٤٠) ٥/ ١٩٦. قال البيهقي في المعرفة: "فهذا الذي عُني كأنه يذهب إليه اتباعًا" ٧/ ٤٣٥.
ويروى الأثر مرفوعًا حكاه الماوردي في حاويه أن سفيان روى عن داود بن شابور عن مجاهد عن رسول الله قال: "في الدَّوحَةِ إذا قُطِعَتْ مِنْ أَصْلِهَا بَقَرَةٌ". الحاوي ٥/ ٤١٣. والفقهاء يروونه عن ابن عباس من غير إسناد كالموفق في المغني ٥/ ١٨٨، وغيره.
(٤) الدَّوحَةُ: الشجرة العظيمة المتَّسعة المتشعِّبة ذات الفروع الممتدَّة، والجمع: دَوْح انظر: المصباح المنير ١٧٠، المعجم الوسيط ١/ ٣٠٢، المحيط في اللغة ٣/ ١٨١.
(٥) لم أجدها بهذا المعنى في كتب اللغة، ووجدت الجِزلة تطلق على معنيين: أحدهما: القطع، يقال: جَزَله بالسيف، أي: قطعه جِزْلتين، وزمن الجِزال، أي: زمن صرام النخل، ومنه: القطعة من الشيء والبقية منه يقال لها جِزلة، والثاني: الشيء الكثير أو العظيم، ومنه: حطب جَزْل وهو ما عَظُم منه، وأجزل في العطاء إذا أكثر له، كما أنه يطلق على نوع من النبات. انظر مادة: (جزل)، مقاييس اللغة ١٩٧، تاج العروس ٢٨/ ٢٠٣، تهذيب اللغة ١٠/ ٢٣٤. ووجدته يطلق على الشجرة الصغيرة "البجْلة"، كما في تاج العروس ٢٨/ ٥٨، والمعجم الوسيط ١/ ٣٩. فلعله تصحيف تعُوقِب عليه، أو أنها مأخوذة من الجزل بمعنى القطع، فكأن الشجرة الصغيرة مقطوعة من الكبيرة.
(٦) انظر: الهداية ١١٨، المغني ٥/ ١٨٩، الإنصاف ٣/ ٥٥٦.
(٧) حكاه في الإنصاف ٣/ ٥٥٦، وشرح الإقناع ٢/ ٤٧١.
(٨) يعني: في باب الفدية، بأن يشتري بالقيمة طعامًا يجزئ في الفطرة، فيطعم كلَّ مسكينٍ مدَّ بر، أو نصف صاع من غيره. انظر: معونة أولي النهى ٣/ ٣٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>