كتاب مسلك الراغب لشرح دليل الطالب

(باب أركان الحج وواجباته) - [أركان الحج] - ج: 2 - ص: 148

(مَارًّا) بها، (أَوْ نَائِمًا، أَوْ حَائِضًا، أَوْ جَاهِلًا) بـ (ـــــأَنهَا عَرَفَةُ صَحَّ حَجُّهُ) (١)، وأجزأَه عن حجة الإسلام إن كان حرًّا بالغًا، وإلا فنفل؛ لعموم قوله ﷺ: "وَقَدْ آسى عرفةَ قَبْلَ ذَلِكَ لَيْلًا أَوْ نَهَارًا" (٢) (لَا) أي: لا يصح الوقوف (إنْ كَانَ سَكْرَانًا، أَوْ مَجْنُونًا، أَوْ مُغْمَىً عَلَيْهِ) (٣) لعدم العقل، إلا أن يفيقوا وهُم بعرفة قبل خروج وقت الوقوف (٤). (وَلَوْ وَقَفَ النَّاسُ كُلُّهُمْ) أي: كل الحجيج، (أَوْ) وقفَ الحجيج (كُلُّهُمْ إِلَّا قَلِيْلٌ) منهم (فِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ منْ ذي الحِجَّة (أَوْ) اليومِ (العَاشِرِ خَطَأً) لظنِّهم أنه يومُ عرفة (أَجْزَأَهُمْ) ذلك الوقوف (٥)، نصًا (٦)؛ لما رواه الدارقطني عن عبد العزيز بن جابر بن أسيد (٧) قال: قال رسول الله ﷺ: "يَوْمُ عرفةَ اليَوْمُ الَّذِي يُعَرِّفُ النَّاسُ فِيْهِ" (٨). ومن روايته أيضًا عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: "فِطْرُكُمْ يَوْمَ تُفْطِرُونَ، وَأَضْحَاكُمْ يَوْمَ تُضَحُّونَ" (٩). وإن أخطأ دون الأكثر فاتهم

---

(١) انظر: الفروع ٦/ ٤٩، الإقناع ٢/ ١٩، معونة أولي النهى ٣/ ٤٣١.
(٢) تقدم تخريجه من حديث عروة بن مضرس. في باب محظورات الإحرام في الكلام على المحظور السابع.
(٣) انظر: المستوعب ١/ ٥٨٦، الشرح الكبير ٣/ ٤٣٤، الإنصاف ٤/ ٢٩.
(٤) انظر: الإرشاد ١٧٩، شرح منتهى الإرادات ١/ ٥٨٠.
(٥) انظر: عمدة الفقه ٤٥، المبدع ٣/ ٢٦٩، الروض المربع ١/ ٥٢٦.
(٦) حكاه عنه المرداوي في الإنصاف ٤/ ٦٦.
(٧) كذا في الأصل. وهو تصحيف. والصواب كما في السنن: "عبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أسيد".
وهو: أبو الحجاج عبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص القرشي الأموي. ( .. - بعد المائة)، حدَّث عن أبيه، ومُحَرَّش بن عبد الله الكعبي، وعبد الله بن سفيان القرشي. وروى عنه: حُميدِ الطويل، وكلثوم بن جبر، والسفاح بنُ مطر. كان جوادًا ممدحًا، ولي مكة لسليمان بن عبد الملك، وكان أمير الناس في الحج. وتوفي بخلافة هشام بن عبد الملك، وثقه النسائي وابن حبان. قال ابن حجر: "وَهِمَ من ذكره في الصحابة". انظر: الثقات ٥/ ١٢٣، تاريخ دمشق ٣٦/ ٢٩٢، تهذيب التهذيب ٢١/ ٣٤٣.
(٨) أخرجه الدارقطني ٢/ ٢٢٣، والبيهقي (١٠١١٢) وقال: "هذا مرسل جيد" ٥/ ١٧٦، وأبو داود في المراسيل (١٤١) ٢٤٦). وذكره أبو نعيم في معرفة الصحابة في ترجمة عبد الله بن خالد بن أسيد من رواية ولده عبد العزيز عنه ثم قال: "عبد الله في صحبته ورؤيته نظر". معرفة الصحابة ٣/ ١٣٣.
(٩) أخرجه أبو داود في كتاب الصيام، باب إذا أخطأ القوم الهلال (٢٣٢٤) ١/ ٧١٠. والترمذي بلفظ: "الفِطْرُ يَوْمَ تُفْطِرُونَ" في كتاب الصوم، باب الصوم يوم تصومون والفطر يوم تفطرون. وقال: "هذا حديث حسن غريب" (٦٩٧) ٣/ ٨٠، وابن ماجه في كتاب الصيام، باب ما جاء =