للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رمَل، ولا يقْضِي رمَلٌ فَاتَه (١).

وكُلَّما حاذى الحجرَ الأسودَ والركنَ اليماني استلمَهُما، وإن شقَّ أشار إليهما -كما مرَّ- (٢). ويقولُ كلما حَاذى الحجَرَ الأسوَدَ: "الله أكبر" فقط (٣)، من غير إجهارٍ بها. ويقول بين الركن اليماني والحجر الأسود: "رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ" (٤). ويقول في بقية طوافه: "اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ حَجًّا مَبْرُورًا، وَسَعْيًا مَشْكُورًا، وَذَنْبًا مَغْفُورًا. رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ، وَاهْدِنِي السَّبِيْلَ الأَقْوَمَ، وَتَجَاوَزْ عَمَّا تَعْلَمْ، وَأَنْتَ الأَعَزُّ وَالأَكْرَمُ" (٥). ويصلِّي على النبي (٦).


(١) انظر: الكافي ١/ ٤٣٢، المحرر ١/ ٢٤٦، غاية المنتهى ١/ ٤٠٠.
(٢) لم يتقدم ذكر الإشارة للركن اليماني عند مشقة استلامه. إنما ذُكرت الإشارة عند المشقة في حق الحجر الأسود. وذلك: في باب أركان الحج وواجباته. في ذكر مسنونات الطواف، وفي هذا الباب قبل قليل.
وانظر في المسألة: المستوعب ١/ ٥٧٨، الفروع ٦/ ٣٦، المبدع ٣/ ٢١٧، الروض المربع ١/ ٥٠٢.
(٣) انظر: المغني ٥/ ٢٢٨، التوضيح ٢/ ٥١٧، منتهى الإرادات ١/ ١٩٩.
وقد ثبت التكبير عند الحجر الأسود عند البخاري من حديث ابن عباس قال: "طَافَ النَّبيُّ بِالبَيْتِ عَلَى بَعِيْرٍ كُلَّمَا أَتَى الركْنَ أَشَارَ إِلَيْهِ بِشَيْءٍ كَانَ عِنْدَهُ وَكَبَّرَ"، في كتاب الحج، باب التكبير عند الركن (١٦١٣) ٢/ ٥٨٣.
(٤) انظر: المستوعب ١/ ٥٧٧، المقنع ١٢٤، غاية المنتهى ١/ ٤٠٠.
وهذا الدعاء أخرجه أبو داود من حديث عبد الله بن السائب ، في كتاب المناسك، باب الدعاء في الطواف (١٨٩٢) ١/ ٥٨٢، والنسائي في الكبرى (٣٩٣٤) ٢/ ٤٠٣. وصححه ابن حبان ٩/ ١٣٤، والحاكم ١/ ٦٢٥، وارتضاه ابن حجر في التلخيص ٢/ ٥٠٣.
(٥) انظر: الهداية ١٢٠، الفروع ٦/ ٣٦، المبدع ٣/ ٢١٧.
وقد استغرب ابن الملقن هذا الحديث، وقال: "لم أر من خرَّجه بعد البحث عنه، ولم يذكره البيهقي في سننه ومعرفته - مع كثرة اطلاعه - إلا من كلام الشافعي ". اهـ. البدر ٦/ ٢١٢، وانظر في السنن الكبرى (٩٥٥٥) ٤/ ٨٥. وقد أثر قوله "ربِّ اغْفِرْ وارْحَمْ" من أذكار السعي -كما سيأتي -، ولم أر من ذكره في الطواف إلا الشافعي في الأم ٢/ ٥٤٢.
(٦) ويدعو فيما بين ذلك بما أحب من دين ودنيا. انظر: المستوعب ١/ ٥٧٩، الكافي ١/ ٤٣٢، الإقناع ٢/ ٩.
وقد رويت الصلاة على النبي في الطواف عن بعض الصحابة، فقد أخرجه الأزرقي عن علي، كما في أخبار مكة ٣٤٠. ورواه الطبراني في الأوسط (٥٤٨٦) ٥/ ٣٣٨، والعقيلي في الضعفاء (١٦٩٥) ٤/ ١٣٥ موقوفًا على ابن عمر، صححه الهيثمي ٣/ ٣٠٣، وأشار =

<<  <  ج: ص:  >  >>