للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأتى الحَطِيمَ (١) - وهو تحت الميزابِ - فيدعو (٢)، ثمَّ يأتِي زمزَمَ فيشربُ منهَا (٣)، ثمَّ يستلمُ الحجرَ، ويقبِّلُه (٤)، ثمَّ يأتي الملْتَزَمَ (٥) - وهو أربعةُ أذرعٍ بين الركنِ الَّذي به الحجرُ الأسودُ وباب الكعبةِ (٦) - ملصِقًا به جميعَ بدنِهِ - من وجهٍ وصدرٍ وذراعَيهِ وكفَّيهِ مبسوطتين - (٧)، لحديثِ عمرِو بن شعيبٍ، عن أبيه، عن جدِّه قال: "طفْتُ معَ عبدِ الله، فلمَّا جَاءَ دُبُرَ الكَعْبَةِ قلت: أَلَا تَتَعَوَّذُ؟ قال: نَعُوذُ بِالله منَ النَّارِ، ثمَّ مضَى حتَّى اسْتَلَمَ الحَجَرَ فقَامَ بَينَ الركنِ وَالبَابِ فَوَضعَ صَدرَهُ وَذِرَاعَيْهِ وَكَفَّيْهِ وَبَسَطَهُمَا بَسْطًا، وقال: هَكَذَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ يَفْعَلُ". رواه أبو داود (٨). ويدعُو بما


(١) اختلف في الحطيم، فقيل: هو ما بين الحَجَر الأسود والمقام، وزمزم وحِجر إسماعيل، وقيل: هو الموضع الذي تحت الميزاب المعروف بحجر إسماعيل، سمي بذلك؛ لأن البيت رُفع وتُرك محطومًا، وقيل: لأن العرب كانت تطرح فيه ما طافت به من الثياب فتبقى حتى تنحطم بطول الزمان، وقيل: لأن الناس يزدحمون على الدعاء فيه ويحطم بعضهم بعضًا. انظر: تحفة الراكع الساجد ٤٤، في رحاب البيت الحرام ١١٢.
(٢) انظر: المبدع ٣/ ٢٥٧، الإنصاف ٤/ ٥٢، الإقناع ٢/ ٣٠.
(٣) انظر: المبدع ٣/ ٢٥٧، التوضيح ٢/ ٥٣٣، شرح منتهى الإرادات ١/ ٥٩٣.
(٤) انظر: المستوعب ١/ ٦٠٢، الفروع ٦/ ٦٣، غاية المنتهى ١/ ٤١٦.
(٥) أخرج الفاكهي عن منصور قال: سألت مجاهدًا: إذا أردت الوداع كيف أصنع؟ قال: "تطُوفُ بالبَيتِ سَبعًا وتُصَلِّي رَكعَتَينِ خلفَ المقَامِ، ثمَّ تَأتِي زَمزَمَ فَتشْرَبُ مِن مائِهَا ثمَّ تَأتِي الملتَزَمَ - ما بين الحَجْرِ وَالبَاب - فتَسْتَلِمُه ثمَّ تدعُو، ثمَّ تسأَلُ حَاجَتَكَ، ثمَّ تستَلِمُ الحَجَرَ، وتنصَرِفُ". أخبار مكة للفاكهي ١/ ٣٤١.
(٦) ثبت ذلك عن ابن عباس -كما عند مالك في الموطأ (٩٥٢) ١/ ٤٢٤. ويقال له: المدَّعا، والمتعوَّذ، سمي بالملتزم؛ لأن الناس يلتزمونه بمعنى يضمونه إلى صدورهم ويلصقون به بطونهم، من لَزِمَ الشيء يلتَزِمُه، ولازَمْتُ الغريم: إذا تعلقت به، والتزمته: اعتنقته. انظر: أخبار مكة للأزرقي ١/ ٢٧٧، في رحاب البيت الحرام ٥٠، المصباح المنير، مادة: (لزم)
(٧) انظر: الهداية ١٢٥، المستوعب ١/ ٥٧٦، الإقناع ٢/ ٣٠، الروض المربع ١/ ٥٢١.
(٨) الذي عند أبي داود عن عمرو بن شعيب عن أبيه قال: "طفت مع عبد الله .. " في كتاب المناسك، باب في الملتزم (١٨٩٩) ١/ ٥٨٣، ورواه ابن ماجه "عن أبيه عن جده" في كتاب المناسك، باب الملتزم (٢٩٦٢) ٢/ ٩٨٧، ومثله عبد الرزاق في المصنف (٩٠٤٣) ٥/ ٧٤. قال المنذري: "فيكون شعيب وأبوه محمد طافا جميعًا مع عبد الله". نصب الراية ٣/ ٩١. ورواه أيضًا الدارقطني بلفظ: "رَأيتُ رَسُولَ الله يُلْزِقُ وَجهَهُ وَصَدْرَهُ بِالملْتَزَم" ٢/ ٢٨٩، والحديث في إسناده "المثنى بن الصباح" قال الزيلعي: "لا يحتج به" نصب الرَاية ٣/ ٩١، =

<<  <  ج: ص:  >  >>