للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخِرَقي (١)، و"المنتهى" (٢)؛ لعدمِ ذكرِه في الآية، ولأنه مباحٌ ليس بنسُكٍ خارجَ الحرم؛ لأنه من توابعِ الوقوفِ كالرمي. ولا إطعامَ في الإحصارِ (٣)؛ لعدمِ ورودِه.

ولو نوى المحصَرُ التحللَ قبل الذَّبحِ - إن وجدَه - أو الصومِ - إن عدِمَ الهديَ - لم يحل (٤)؛ لفقدِ شرطه، وهو الذبحُ أو الصومُ بالنيةِ. واعتبرت النيةُ في المحصَر دونَ غيرِه؛ لأن من أتى بأفعالِ النُّسُكِ أتى بما عليهِ فحلَّ بإكمالِه، فلم يحتجْ إلى نيةٍ، بخلافِ المحصرِ، فإنَّه يريدُ الخروجَ من العبادَةِ قبل إكمالِها فافتقَرَ إلى نيةٍ. ويلزمُ من تحللَ قبلَ الذبحِ أو الصومِ دمٌ لتحلُّلِه (٥)، ويلزمُه دم أيضًا لكل ما يفعلُه من محظورٍ بعدَ تحلُّلِه (٦). جزمَ به في "المنتهى" (٧) تبعًا للمنقحِ (٨). قال في "الإنصاف": "وهذَا المذهبُ، وعليهِ أكثرُ الأصحابِ، وقيل: لا يلزمه دمٌ لذلك جزمَ به في المغني، والشرحِ" (٩).

(وَمَنْ حُصِرَ عَنْ طَوَافِ الإفَاضَةِ فَقَطْ وَقَدْ رَمَى وَحَلَقَ لَمْ يَتَحَلَّلْ حَتَّى يَطُوفَ)


= وشرح ابن رَزِين: هو شرحٌ على مختصر الخِرقي، كما ذكر ذلك المرداوي في سياق الكتب التي اعتمد عليها في الإنصاف. انظر: الإنصاف ١/ ١٥.
وابن رَزين هو: أبو الفرج، عبد الرحمن بن رَزِيْن بن عبد العزيز بن نصر الغساني الحوراني. ( … - ٦٥٦ هـ)، سمع من: أبي العباس بن سلامة النجار، وأبي المظفر ابن المني، وصاحب ابن الجوزي ولازمه. من مصنفاته: "التهذيب" في اختصار المغني، و"اختصار الهداية"، وله تعليقة في الخلاف مختصرة. انظر: ذيل طبقات الحنابلة ٢/ ٢٦٤، تسهيل السابلة ٢/ ٨٤٠، المقصد الأرشد ٢/ ٨٨، المدخل لابن بدران ٢٢٠.
(١) انظره في: مختصره ٥٧.
(٢) انظره في: ١/ ٢١٠. وذكره الشيخ البهوتي في شرحه عليه ١/ ٥٩٩. وهو ظاهر التنقيح ١١٠، والمقنع ١٣٣. وجزم به في الغاية ٤٢٥. قال شارحها: "وهو المذهب" مطالب أولي النهى ٢/ ٤٥٥. وهو كما قال.
(٣) انظر: المبدع ٣/ ٢٧٢، منتهى الإرادات ١/ ٢١٠، الروض المربع ١/ ٥٢٧.
(٤) انظر: المقنع ١٣٢، الفروع ٦/ ٨٣، التوضيح ٢/ ٥٣٦.
(٥) انظر: التنقيح المشبع ١١٠، معونة أولي النهى ٣/ ٥١٠، غاية المنتهى ١/ ٤٢٥.
(٦) انظر: المغني ٥/ ٢٠١، المبدع ٣/ ٢٧٢.
(٧) انظره في: ١/ ٢١٠.
(٨) انظر: التنقيح ١١٠.
(٩) يعني: لا يلزمه دم لنية تحلُّله قبل الذبح أو الصوم. انظره في: المغني ٥/ ٢٠١، الشرح الكبير ٣/ ٥٢٣. وانظر كلام الإنصاف في: ٤/ ٧٠. وهو كما قال في حكاية المذهب.

<<  <  ج: ص:  >  >>