للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"الكبشُ في الأضحيةِ أفضلُ النَّعَم؛ لأنها أضحيةُ النبي " (١). والأفضلُ من كلِّ جنسٍ أسمنُ، ثمَّ أغلى ثمنًا (٢)؛ لقوله تعالى: ﴿وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ (الحج: ٣٢) قال ابن عباس: "تعظيمُها: استسمانُها واستحسانُها" (٣). وأفضلُ الألوانِ الأشهبُ (٤) -وهو الأملحُ، وهو الأبيضُ النقيُّ البياضِ، أو ما فيهِ بياضٌ وسوادٌ وبياضُه أكثرُ من سوادِه (٥) -، فأصفر، فأسود (٦)؛ لقوله : "دَمُ عَفْرَاء (٧) أَذْكَى عِنْدَ اللهِ مِنْ دَمِ سَوْدَاوَيْنِ". رواه أحمد (٨). وجَذعُ الضأن أفضلُ من ثنيِّ


(١) كذا نقل عن الموفق، وتبع في ذلك شيخه البهوتي في: كشاف القناع ٢/ ٥٣١، وهو كذلك في غاية المنتهى ١/ ٤٢٧. لكني لم أجده في كلام ابن قدامة في شيء من كتبه. وقد قال في المغني ٥/ ٣٦٦: "والكَبْشُ أفضَلُ الغَنَمِ؛ لأنَّه أُضحِيَةُ النبي ". والأظهر أنه تصحيف واقع في "الغنم" إلى "النعم". وقد راجعت ثلاث نُسخ للمغني لم أجد فيها هذا اللفظ. لكنها كذلك في الشرح الكبير. ٣/ ٥٣٣.
(٢) انظر: الكافي ١/ ٤٦٤، الإنصاف ٤/ ٧٣، غاية المنتهى ١/ ٤٢٧.
(٣) أخرجه ابن جرير في تفسيره ١٨/ ٦٢١، وابن أبي شيبة في مصنفه (١٤١٥١) ٣/ ٢٧٥، قال ابن حجر: فيه ابن أبي ليلى، وهو سيء الحفظ. فتح الباري ٣/ ٥٣٦. وانظر: الدر المنثور ٦/ ٤٦.
(٤) الشهبة في الألوان: البياض الذي غلبَ على السواد، ومنه: اشتهب الرأس، أي: غلب بياضه سواده. وفرس أشهب، وغرة شهباء: إذا كان في غرة الفرس شعر يخالف البياض. انظر مادة: (شهب)، الصحاح ١/ ١٦٠، تاج العروس ٣/ ١٦٨، تهذيب اللغة ٦/ ٥٥.
(٥) المُلحة من الألوان، قيل: هي البياض الخالص، وقيل: بياضٌ تشوبه شعرات سود، وكل شعر وصوف ونحوه كان فيه بياض وسواد فهو أملح. وقيل: بياضٌ يخالطه حُمرة. والأنثى: مَلْحاء، ومَلُح الشيي بالضم- مَلَاحَة: أي: بَهُجَ، وحسُن منظره فهو مَلِيح. انظر مادة: (ملح)، الصحاح ٦/ ٤٠٨، المصباح المنير ٤٣٧، لسان العرب ٢/ ٥٩٩، شرح النووي على مسلم ١٣/ ١٢٠.
(٦) انظر: الهداية ١٣٠، المستوعب ١/ ٦٤٨، الإقناع ٢/ ٤١.
(٧) العُفرة في الألوان: هو بياض يضرب إلى غُبرة في حُمرة، ولذلك سمي ظاهر تراب الأرض "العَفر" -بفتح الفاء وتسكينها-، والأَعْفَر من الظباء: الذي تعلو بياضه حمرة، والجمع: عُفْر. ويطلق على البياض الخالص، ومنه: ماعزة عفراء: خالصة البياض، وأرض عفراء: بيضاء لم توطأ. ومنه: سميت ليالي الشهر السابعة والثامنة والتاسعة "عفراء": لبياض القمر فيها. انظر مادة: (عفر)، مقاييس اللغة ٦٤٤، المحكم ١/ ٢٤١، تاج العروس ١٣/ ٨٤.
(٨) من حديث أبي هريرة في المسند (٩٤٠٤) ١٥/ ٢٣٥، والحاكم (٧٥٤٣) ٤/ ٢٥٢، وسكت عنه الذهبي، وأخرجه البيهقي (١٩٥٦٣) مرفوعًا، ورواه موقوفًا على أبي هريرة وقال: "قال البخاري: يرفعه بعضهم ولا يصح" ٩/ ٢٧٣. قال ابن الملقن: "وفي إسناده=

<<  <  ج: ص:  >  >>