للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومُبَاركٌ، وَمُفْلِحٌ، وخَيْرٌ، وسُرُورٌ) ونافعٌ، ونجِيحٌ، وبَرَكةٌ، ويَعْلَى، ومُقبِلٌ، ورافِعٌ، ورَبَاحٌ، وعَاصٍ، وشِهَابٌ، ورسولٌ (١)، وكذا ما فيه تزكيةٌ -كالتقيِّ، والزَّكيِّ- (٢)؛ لما تقدم عن ابن هبيرةَ (٣)؛ لأنه ربما كان للتشاؤمِ والتطيرِ (٤). ومن الأسماء المكروهةِ: التسمية بأسماءِ الشياطينِ، كوَلهَانَ، والأعورِ، والأجدَع، ونحوِه (٥). وأيضًا -من الأسماء المكروهة-: التسميةُ بأسماءِ الفراعنة والجبَابرَةِ (٦). ويستحبُّ تغييرُ الاسمِ القبيحِ (٧). و (لَا) تكرَهُ التسميةُ (بِأسْمَاءِ المَلَائِكَةِ وَالأنبِيَاءِ)، كإبراهيمَ، ونوحٍ، وصالحٍ، ومحمدٍ (٨) -صلى اللهُ وسلَّمَ عليهِ، وعلَى جميع الأنبياءِ والمرسلينَ- وشَبَهِها؛ لحديث: "تَسَمَّوا بِاسْمِي وَلَا تَكَنَّوا بِكُنْيَتِي" (٩). روى أبو نعيم (١٠) قال الله


(١) انظر: المبدع ٣/ ٣٠٣، معونة أولي النهى ٣/ ٥٧٤، الروض المربع ١/ ٥٤١.
(٢) انظر: زاد المعاد ٢/ ٣١٤، الفروع ٦/ ١٠٩، الإقناع ٢/ ٥٥.
(٣) يعني: ما ورد من حرمة ما كان من الألقاب غير واقع على مخرج صحيح. ووجه ذلك: أن الرجل لا يعلم بصدق كونه تقيًّا أو زكيًّا، ولا يُعرف العبد بكونه مباركًا ولا مفلِحًا … ونحوه.
(٤) هذا له وجهان: أحدهما: ما ورد في حديث سمرة عن النبي قال: "وَلَا تُسَمِّيَنَّ غُلَامَكَ يَسَارًا وَلَا رَبَاحًا وَلَا نَجيحًا وَلَا أفلَحَ فَإِنَّكَ تَقُولُ أثَمَّ هُوَ فَلَا يَكُونُ فَيَقُولُ لَا". قال النووي: "لبشاعة الجواب وربما أوقع بعض الناس في شيء من الطيرة" شرح صحيح مسلم ١٤/ ١١٩. والثاني: التشاؤم بالأسماء الشديدة كمثل: حرب، وعاصٍ، وشهابٍ؛ فإنه إذا نودي الرجل بها تُطيِّر به من أجل معناها. والله أعلم.
(٥) انظر: تحفة المودود ١١٧، غاية المنتهى ١/ ٤٤٠، كشاف القناع ٣/ ٢٨.
(٦) انظر: تحفة المودود ١١٨، الإقناع ٢/ ٥٧، مطالب أولي النهى ٢/ ٤٩٥.
(٧) انظر: الفروع ٦/ ١٠٧، التوضيح ٢/ ٥٤٥، معونة أولي النهى ٣/ ٥٧٦.
(٨) بل يُندب إليها. انظر: زاد المعاد ٢/ ٣١٢، المبدع ٣/ ٣٠٣، منتهى الإرادات ١/ ٢١٧.
(٩) متفق عليه من حديث أبي هريرة . أخرجه البخاري في كتاب العلم، باب إثم من كذب على النبي (١١٠) ١/ ٥٢، ومسلم في كتاب الآداب، باب النهي عن التكني بأبي القاسم (٢١٣٤) ٣/ ١٦٨٤.
(١٠) هو: أبو نعيم، أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق المِهْراني الأصبهاني (٣٣٦ - ٤٣٠ هـ).
أحد الأعلام الذين جمع الله لهم بين العلو في الرواية والنهاية في الدراية. سمع من: القاضي أبي أحمد العسال، وأحمد بن بندار الشعار، وأحمد بن معبد السمسار. روى عنه: أبو سعد الماليني وأبو بكر بن أبي على الهمداني وأبو بكر الخطيب. من تصانيفه: "حلية الأولياء"، و"معرفة الصحابة"، و"دلائل النبوة". انظر: تذكرة الحفاظ ٣/ ١٠٩٢، وفيات الأعيان ١/ ٩١، طبقات الشافعية للسبكي ٤/ ١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>