للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أبو بكرٍ - رضيَ الله تعالَى عنه - يأمرُ بتحريقِ أهلِ الردَّةِ بالنارِ (١)، وفعلَه خالدُ بنُ الوليدِ (٢) بأمرِه (٣). ويجوزُ إتلافُ كتبهمُ المبدَّلة (٤). ويجوزُ تبييتُ كفارٍ، - وهو: كبسُهم ليلًا، وقتلُهم غارُّونَ (٥) (٦)، ولو قتَلَ بلا قصدٍ من يحرُم قتلُه، كصبيٍ وامرأةٍ (٧). ويجوزُ رميُ كفارٍ بمَنجِنِيق (٨) (٩). ولا يجوزُ عقرُ دابةٍ من


(١) أخرجه البيهقي عن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر قال: كانَ أبُو بكرٍ يأمرُ أمرَاءَه حينَ كانَ يبعثُهم في الرِّدَّة: "إذَا غَشِيتُمْ دارًا فإنْ سَمعْتُم بهَا أذَانًا بِالصَّلاةِ فَكُفُّوا حَتَّى تَسأَلُوهُم مَاذَا نقَمُوا؟ فإنْ لم تسمَعُوا أذَانًا فشُنُّوهَا غَارَةً واقتلُوا وَحرِّقوا وانهِكُوا في القَتْلِ والجِرَاحِ" (١٧١٨٤) ٨/ ١٧٨.
(٢) هو: أبو سليمان، خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله القرشي المخزومي. ( .. - ٢١ هـ) أحدُ أشراف قريش في الجاهلية. والمقدَّم في الجيش. أسلم هو وعمرو بن العاص وعثمان بن أبي طلحة بعد الحديبية وقبل خيبر. وشهد غزوة مؤتة وفتح مكة وما بعدها.
انظر: أسد الغابة ٢/ ١٠٦، الاستيعاب ٢/ ٤٢٧، معرفة الصحابة ٢/ ١٨٢، الإصابة ٢/ ٢٥١.
(٣) أخرج عبد الرزاق عن عروة بن الزبير قال: حرَّقَ خالدُ بنُ الوليدِ ناسًا من أهلِ الردةِ، فقال عمرُ لأبي بكرٍ: "أَتدَعُ هذا الَّذِي يعذِّبُ بعذَاب الله"؟ فقال أبو بكر: "لَا أَشِيم سَيفًا سلَّهُ اللهُ عَلى المشركينَ" (٩٤١٢) ٥/ ٢١٢.
وأخرج ابن عبد البر في التمهيد عن عامر الشعبي قال: "ارتدَّتْ بنُو عامرٍ وقتَلُوا منْ كانَ فيهِمْ منْ عُمَّالِ رسولِ الله وحرَّقوهُم بالنارِ، فكتبَ أبو بكرٍ إلى خالدٍ أن يقتلَ بنِي عامرٍ، ويحرقَهم بالنار" ٥/ ٣١٤.
قال ابن جرير: "وفعله أيضًا من بعده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بقوم ارتدوا عن الإسلام". ثم ساق في ذلك الخبر الوارد عنه. تهذيب الآثار ١/ ٦٩ - ٧٢.
(٤) انظر: الإنصاف ٤/ ١٢٧، الإقناع ٢/ ٧٣.
وعبارة الفروع ١٠/ ٢٥٤، والمنتهى ١/ ٢٢١، وتبعه في الغاية ١/ ٤٤٨: "يجب".
(٥) أي: غافلون، من الغِرَّة وهي الغفلة. يقال: اغتر فلان بالشيء: خُدِع به، والغارُّ: الغافل.
وضدُّه: الخَب. وهو الخَدَّاع المفسِد. انظر مادة: (غرر) تاج العروس ١٣/ ٢٢٤، تهذيب اللغة ٨/ ١٦.
(٦) انظر: الهداية ١٣٥، المقنع ١٣٧، معونة أولي النهى ٣/ ٦١١.
(٧) انظر: الكافي ٤/ ٢٦٨، المستوعب ٣/ ١٥٥، منتهى الإرادات ١/ ٢٢٠.
(٨) المنجنيق - بفتح الميم وكسرها -: آلة قديمة من آلات الحصار كانت ترمى بها حجارة ثقيلة على الأسوار فتهدمها. قيل في أصلها: فارسية، وقيل: أصلها من جَنَق يجنِق إذا رمى. انظر مادة: (جنق)، النهاية في غريب الحديث ١/ ٣٠٠، تاج العروس ٢٥/ ١٣٢، المعجم الوسيط ٢/ ٨٥٥.
(٩) انظر: الكافي ٤/ ٢٦٨، الوجيز ١٥٥، المحرر ٢/ ١٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>