للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عباس: "لَيْسَ عَلَى المُسْلِمِ جِزيَةٌ". رواه الترمذي (١).

ويُمتَهنونَ عندَ أخذِ الجزيةِ، ويُطالُ وقوفُهم حتى يألَموا، وتُجزُّ أيديهم وجوبًا، وتؤخذُ منهمْ وهم قيامٌ والآخذُ جالسٌ (٢)؛ لقولِه تعالى: ﴿حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ﴾ (التوبة: ٢٩). ولا يُقبلُ منهم إرسالُها مع أحدٍ، ولا بحوالةٍ (٣).

تتمة: لا تؤخذُ الجزيةُ من نصارى العربِ ويهودِهم ومجوسِهم (٤)، من بني تغلبَ بنِ وائلٍ من ولدِ ربيعةَ بنِ نزارٍ (٥)، فإنهمُ انتقلُوا في الجاهليةِ إلى النصرانيةِ، فدعاهُم أميرُ المؤمنينَ سيدُنا عمرُ بنُ الخطابِ إلى الجزيةِ، فأبَوا، وقال: خذْ منا كمَا يأخذُ بعضُكم من بعضٍ باسمِ الصدقةِ. فقال: "لَا آخذُ من مشركٍ صدقةٌ". فلحقَ بعضُهم بالرومِ. فقال النعمانُ بن زرقة (٦): يا أميرَ المؤمنينَ إنَّ القومَ لهم بأسٌ


= قال الهيثمي: ورجاله ثقات. وصححه الألباني على شرط مسلم في الإرواء ٥/ ١٢١.
والحديث أصله عند مسلم لكن بلفظ: "يَهْدِمُ مَا كانَ قَبْلَهُ". أخرجه في كتاب الإيمان، باب كون الإسلام يهدم ما قبله (١٢١) ١/ ١١٢.
(١) مرفوعًا إلى النبي ولفظه: "وَلَيْسَ عَلَى المُسْلِمِيْنَ جِزْيَةٌ،. أخرجه في كتاب الزكاة، باب ليس على المسلمين جزية (٦٣٣) ٣/ ٢٧.
وأخرجه أبو داود في كتاب الخراج، باب في الذمي يسلمُ في بعضِ السنة هل عليه جزية؟ (٣٠٥٣) ٢/ ١٨٧، وأحمد في المسند (١٩٤٩) ٣/ ٤١٨. والحديث أعله ابن القطان بـ "قابوس بن أبي ظبيان" قال: وهو عندهم ضعيف، وربما ترك بعضهم حديثه. نقله الزيلعي في نصب الراية ٣/ ٤٥٣، وضعفه ابن أبي حاتم في علله ١/ ٣١٤، والألباني في الإرواء ٥/ ٩٩. لكن أخرجه الضياء المقدسي في المختارة مصححًا له ٤/ ٦٥.
(٢) انظر: الهداية ١٥١، المقنع ١٤٧، المحرر ٢/ ١٨٤.
(٣) انظر: الكافي ٤/ ٣٥٦، التوضيح ٢/ ٥٧٥، معونة أولي النهى ٣/ ٧٦٣.
(٤) كمن تنصَّر من تنوخ وبهراء، وتهوَّد من كنانة وحمير، وتمجَّس من تميم. انظر: المستوعب ٣/ ٢٠٨، الإنصاف ٤/ ٢٢٢، منتهى الإرادات ١/ ٢٣٦.
(٥) هو تَغْلِبُ بنُ وائل بنِ قاسط بنِ هِنْب بنِ أَفْصَى بن دُعْمِيِّ بن جَديلَةَ بن أَسَدِ بن ربيعةَ بن نِزار بن مَعَدِّ بن عَدْنان. جدٌّ جاهلي، والنسبة إليه: تغلبِي. كانت منازل بنيه قبل الإسلام في الجزيرة الفراتية ناحية سنجار ونصيبين، وتُعرف بديار ربيعة. ولتغلب ثلاثة من الولد، هم: غَنْم بن تغلب، والأوس بن تغلب، وعمران بن تغلب تفرعت عنهم قبائل وبطون، منهم: "الأراقم" رهط عمرو بن كلثوم، وبنو "غنم"، وبنو "عقامة"، وبنو "حمدان" الحمدانيون، وآخرون. وكان الوليد بن عقبة قد ولي صدُقاتها. انظر: جمهرة أنساب العرب ٢/ ٣٠٣، لسان العرب ١/ ٦٥١، الأعلام ٢/ ٨٥.
(٦) الصحيح: أنه "النعمان بن زرعة" أو: "زُرعة بن النعمان" شك الراوي. ولم أجد لأحد منهما ترجمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>