للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

"أطالَ اللهُ بقاءَك وأكثَرَ مالَكَ وولدَكَ" قاصدًا بذلكَ كثرةَ الجزيةِ (١). وإن أرادَ المسلمُ أن يكتبَ للكافرِ كتابًا كتبَ فيه: "سَلامٌ عَلى منِ اتَّبعَ الهُدَى" (٢).

(وَتَحْرُمُ تَهْنِئَتُهُمْ وَتَعْزِيَتُهُمْ وَعِيَادَةُ) مرضَا (هُمْ) وشهادةُ أعيادِهم (٣). والنهيُ عن ذلك؛ لأنه في معنَى النهي عن السلام في حديثِ أبي هريرةَ المتقدم. (وَمَنْ سَلَّمَ عَلَى ذِمِّيٍّ) يظنُّه مسلمًا (ثُمَّ عَلِمَهُ) ذمِّيًا (سُنَّ) للمسلمِ (قَوْلُهُ) للذميِّ: ("رُدَّ عَلَى سَلَامِي") (٤)؛ لما رويَ عن ابنِ عمرَ: أنه مرَّ على رجلٍ فسلَّمَ عليه فقيلَ له: إنه كافر. فقال: "رُدَّ عليَّ ما سَلَّمْتُ عليكَ" فردَّ عليه. فقال: "أَكثَرَ اللهُ مالَكَ ووَلدَكَ" ثمَّ التفتَ إلى أصحابِه فقال: "أكثَرَ للْجزْيةِ" (٥). (وَإنْ سَلَّمَ الذِّمِّيُّ على المسلمِ (لَزِمَ) المسلمَ (رَدُّهُ، فَيُقَالُ) في ردِّه: ("وَعَلَيْكُمْ") أو: "عليكم" بلا واو، وبالواو أولى (٦)؛ لحديثِ الإمام أحمد عن أنسٍ، قال: "نُهِينَا -أوْ أُمرْنَا- أنْ لا نزيدَ أهْلَ الذّمةِ عَلى وَعلَيكُمْ" (٧). (وَإِنْ شَمَّتَ كَافِرٌ مُسْلِمًا أَجَابَهُ)


(١) انظر: الفروع ١٠/ ٣٣٤، الإقناع ٢/ ١٣٨، معونة أولي النهى ٣/ ٧٧٧.
(٢) انظر: أحكام أهل الذمة ٣/ ١٣٢٤، غاية المنتهى ١/ ٤٨٦، شرح منتهى الإرادات ١/ ٦٦٤.
(٣) انظر: الوجيز ١٦٧، الإنصاف ٤/ ٢٣٤، منتهى الإرادات ١/ ٢٣٨.
(٤) انظر: الإنصاف ٤/ ٢٣٣، التوضيح ٢/ ٥٧٦، كشاف القناع ٣/ ١٣٠.
(٥) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (١١١٥) ١/ ٣٨١، والدينوري في المجالسة وجواهر العلم (٢٥٢٥) ٦/ ١٧٩، والبيهقي في شعب الإيمان ببعض ألفاظه (٨٩٠٦) ٦/ ٤٦٢. قال الألباني في إسناد البخاري: "ورجاله ثقات غير عبد الرحمن بن محمد بن زيد، وله شاهد عن عقبة بن عامر الجهني أنه مر برجل فسلَّمَ عليه .. وفيه: فتبعَهُ حتى أدركَه فقال: "إنَّ رحمةَ اللهِ وَبرَكاتُهُ عَلى المؤْمِنينَ، لَكِنْ أطَالَ اللهُ حيَاتَكَ وَأَكْثَرَ مَالكَ". أخرجه في الأدب المفرد (١١١٢) ١/ ٣٨٠. قال: وإسناده حسن. الإرواء ٥/ ١١٤.
(٦) انظر: المحرر ٢/ ١٨٥، الوجيز ١٦٧، الآداب الشرعية ١/ ٣٨٩، الإنصاف ٤/ ٢٣٣.
(٧) أخرجه في المسند (١٢١١٥) ١٩/ ١٦٨. بلفظ: "أهْلَ الكِتَاب" بدل: "أهل الذمة".
وأخرجه ابن أبي شيبة (٢٥٧٦٣) ٥/ ٢٥٠، وعبد الرزاق فيَ المصنف (٩٨٣٨) ٦/ ١١. وفي أسانيدهم "حميد بن زادويه الأزرق": مجهول، كما في الإرواء، نقلًا عن التقريب ٥/ ١١٦، وجوَّد ابن حجر إسناد الحديث في الفتح ١١/ ٤٥، وقال الهيثمي: "رجاله رجال الصحيح" ٧/ ٣٥٣.
والحديث مروي عند مسلم عن أنس قال: قال رسُولُ الله : "إِذا سَلَّم عَلَيْكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ فقُولُوا: وَعَلَيْكُمْ". أخرجه في كتاب السلام، باب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام (٢١٦٣) ٤/ ١٧٠٥.=

<<  <  ج: ص:  >  >>