للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المسلمُ العاطسُ بقولِه: "يهدِيكَ اللهُ" (١)، وكذا إنْ عطسَ الذميُّ (٢)؛ لحديثِ أبي موسى: أنَّ اليهودَ كانُوا يتعَاطَسُونَ عندَ النبِيِّ رجاءَ أن يقولَ لهم: "يرحَمكُمُ اللهُ" فكانَ يقولُ: "يَهْدِيكُمُ اللهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ" رواه أحمد (٣). (وَتُكْرَهُ مُصَافَحَتُهُ) أي: مصافحةُ الذميِّ (٤)، نصًّا (٥). ويكرهُ التعرضُ لما يوجِبُ المودَّة بينهُما (٦)؛ لعمومِ قولِه تعالى: ﴿لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ) الآية (المجادلة: ٢٢).

تتمة: وإنْ تهوَّدَ نصرانيٌّ أو تنصرَ يهوديٌّ لم يقَرَّ؛ لأنه انتقلَ إلى دينٍ باطلٍ أقرَّ ببطلانِه، أشبهَ المرتدَّ، فلم يقرَّ عليهِ، ولم يُقبلْ منه إلا الإسلامُ، أو الرجوعُ إلى دينِه الأولِ (٧). فإن أبَاهُما هدِّدَ وضربَ وحُبسَ حتى يُسلِمَ أو يرجعَ إلى دينِه، ولا يقتل (٨)؛ لأنه أُقرَّ علمِه أولًا فيقرَّ عليهِ ثانيًا، ولأنَّهُ لم يخرُجْ عن دينِ أهلِ الكتابِ. وإن انتقلَا أو انتقلَ مجوسيٌّ إلى غيرِ دينِ أهلِ الكتابِ لم يقرَّ؛ لأنهُ أدنَى منْ دينِه،


= وأخرجه ابن حبان في صحيحه من طريق ثالث عن قتادة عن أنس (٥٠٣) ٢/ ٢٥٦، وصححه الألباني في الإرواء ٥/ ١١٧.
(١) انظر: الآداب الشرعية ٢/ ٣١٩، الإنصاف ٤/ ٢٣٤، معونة أولي النهى ٣/ ٧٧٩.
(٢) أي: إن شمَّته المسلم قال له: "يهديك الله". انظر: شرح منتهى الإرادات ١/ ٦٦٤.
والمذهبُ: أنه يكره تشميت الذمي إذا عطَس. كما جزم به في الإقناع ٢/ ١٣٨، وغاية المنتهى ١/ ٤٨٦. وذكر الشيخ تقي الدين في ذلك رواية بالجواز تخريجًا على التهنئة والعيادة. نقله عنه ابن مفلح في الآداب الشرعية ٢/ ٣٢٠، والمرداوي في الإنصاف ٤/ ٢٣٤.
(٣) أخرجه في المسند (١٩٥٨٦) ٣٢/ ٣٥٦.
وأخرجه أبو داود في كتاب الأدب، باب كيف يشمت الذمي (٥٠٣٨) ٢/ ٧٢٧، والترمذي في كتاب الأدب، باب كيف تشميت العاطس (٢٧٣٩) ٥/ ٨٢. وصححه الترمذي، والحاكم في المستدرك ٤/ ٢٩٨، والصنعاني في سبل السلام ٤/ ٢٧٨، والألباني في الإرواء ٥/ ١١٩.
(٤) انظر: التوضيح ٢/ ٥٧٦، الإقناع ٢/ ١٣٨.
(٥) انظر: مسائل الإمام أحمد برواية إسحاق بن منصور ٢/ ٣٣٥، مسائل الإمام أحمد برواية إبراهيم بن هانئ ١/ ١٨٦.
(٦) انظر: الإقناع ٢/ ١٣٨، غاية المنتهى ١/ ٤٨٦، حاشية الروض المربع ٤/ ٣١٢.
(٧) انظر: الهداية ١٥٣، الوجيز ١٦٩، التوضيح ٢/ ٥٨١.
(٨) قدمه في: الهداية ١٥٣، والمستوعب ٣/ ٢٢٣. وانظر: معونة أولي النهى ٣/ ٧٩٩، كشاف القناع ٣/ ١٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>