= ومحمد بن يحيي ابن أبي عمر بلفظ واحد، ومدار إسناديهما على علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف، ورواه مسلم في صحيحه , وأبو داود، والترمذي، والنسائي في اليوم والليلة مختصرًا، وقصة خالد، وابن عباس في الصحيحين من حديث سهل بن سعد".
قلت: لم أجده في صحيح مسلم من هذه الطريق.
والحديث أخرجه الحميدي في مسنده (١/ ٢٢٥، ٢٢٦: ٤٨٢)، قال: ثنا سفيان قال: ثنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ عَنْ عُمَرَ بن حرملة، عن ابن عباس قَالَ: "دَخَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- على خالتي ميمونة ومعنا خالد بن الوليد، فقالت ميمونة: ألا نقدم إليك يا رسول الله شيئًا أهدته لنا أم عفيف، فأتته بضباب مشوية، فَلَمَّا رَأَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- تَفِلَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَلَمْ يَأْكُلْ مِنْهَا وَأَمَرَنَا أن نأكل، ثُمَّ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بإناء فيه لبن، فشرب وأنا عن يمينه وخالد عن يساره، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "الشربة لك يا غلام وإن شئت آثرت خالدًا"، فقلت: ما كنت لأوثر بسؤر رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَحَدًا، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "من أطعمه الله طعامًا فليقل: اللهم بارك لنا فيه، وابدلنا ما هو خير منه، ومن سقاه لبنًا فليقل: اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه، فإني لا أعلم يجزئ من الطعام والشراب غيره".
ومن طريق الحميدي أخرجه أبو الشيخ الأصبهاني في أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم- (١٧٩) باب شربه اللبن وقوله فيه -صلى الله عليه وسلم-، قال: حدّثنا عبد الله بن محمَّد الرازي، نا أبو زرعة، نا الحميدي به مثله مختصرًا ولم يذكر فيه قصة الضباب المشوية.
وأخرجه أحمد في المسند (١/ ٢٢٠)، قال: ثنا سفيان به مثله مختصرًا.
وأخرجه عبد الرزاق في مصنّفه (٤/ ٥١١)، باب الضب (رقم ٨٦٧٦)، قال: أخبرنا ابن عيينة به مطولًا نحو لفظ الحميدي.
وتابع سفيان بن عيينة في الرواية عن علي بن زيد بن جدعان كل من: