للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[المطلب التاسع تلاميذه]

بعد وفاة الشافعي -رحمه الله- عاد الحميدي إلى مكة، فتفرغ لنشر الحديث، والفقه بين الناس، وتصدر الفتيا بمكة، وهي مهبط الأفئدة تهوي إليها من كل مكان، سيما في موسم الحج. فلا شك أنه قد حمل عنه العلم أمم من الناس، لكن لم يذكر المزي (١)، وغيره، في تلاميذه إلَاّ القليل، وليس ذلك بالمقياس الصحيح لهم، لأن اهتمام المزي، وغيره بمن روايتهم عنه في الكتب الستة، فيحتاج جمع تلاميذه إلى تتبع كتب التراجم، وهذا من العسر بمكان.

ولم يسمع منه أحد من مصنفي الكتب الستة، سوى البخاري (٢)، وكان من شيوخه في الفقه، والحديث (٣)، وروى له في الصحيح خمسة وسبعين حديثًا (٤). وروى له مسلم في مقدمة صحيحه (٥)، بواسطة سلمة بن شبيب.

وكلها أقوال لسفيان بن عيينة، في الكلام على الرجال.

واعلم أن مسلمًا لم يُعرِض عن الحميدي إلَاّ بسبب طلب العلو، لأنه لم يسمع منه، وقد سمع من غير واحد ممن يروون عن ابن عيينة، فإذا روى الحديث من طريق الحميدي نزل درجة.

وروى له أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه -في التفسير- وقد حدث عنه: محمد بن سعد -كاتب الواقدي-، والإمام أحمد ابن حنبل،


(١) انظر: تهذيب الكمال (١٤/ ٥١٣)؛ والسير (١٠/ ٦١٦).
(٢) انظر: تهذيب الكمال (١٤/ ٥١٣)، والتهذيب (٥/ ٢١٥).
(٣) قاله الحافظ في الفتح (١/ ١٥).
(٤) التهذيب (٥/ ٢١٦).
(٥) مقدمة صحيح مسلم (ص ٢٠، ٢١، ٢٣) (في أربعة مواضع ثلاثة منها في الكلام على جابر الجعفي، وواحد في الكلام على عمرو بن عبيد).

<<  <  ج: ص:  >  >>