للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ووصفه الحافظ ابن حَجَر (١) فقال: ثقة، حافظ.

المطلب السابع زُهْده وعبادته

كان ابن مَنِيع -رحمه الله- شخصية زاهدة، عَرَف الدنيا وزخرفها الباطل وغرورها الخادع، فترفع عنها، وعزَف عن شهوة النفس ورغبتها، فلم يكن له اتصال بالخلفاء والأمراء، وآثر أن يَظَل فقيرًا، يَعِيش الكفاف -إن لم يكن الأقل- مُفَضلًا ذلك على ملابسة السلاطين والأمراء، وترك أبوابهم، لِمَا يَتْركه

ذلك من أثر على النفس.

يقول أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي -حفيد ابن مَنِيع-: ما لنا ولأولاد الخلفاء والأمراء، لقد مات جَدّي لأمي أحمد بن مَنِيع، وما خلف تبنة في لبنة، ولقد بِعنا جميع ما يملك سوى كتبه فما جاءت غير أربعة وعشرين درهما (٢).

وفي مقابل هذا الزهد عن الدنيا، رأى -رحمه الله- التفرغ للعبادة - كما كان شأن السلف- والإكثار من العبادة والذكر، والدعاء، وقراءة القرآن، فقد روى الخطيب البغدادي (٣) بسنده إلى أبي القاسم البغوي قال: أخبِرت عن جَدِّي أحمد بن مَنِيع أنه قال: أنا أخْتم منذ أربعين سنة، أو نحو ذلك في كُل ثلاث (٤).


(١) تقريب التهذيب (٨٥/ ١١٤).
(٢) التقييد لمعرفة الرواة والسنن والمسانيد (١/ ٢١٣).
(٣) تاريخ بغداد (٥/ ١٦١).
(٤) يعني كل ثلاث ليال، وذلك تطبيقًا لِسُنه النبِي - صلى الله عليه وسلم - إذ قال فيما يرويه عبد الله بن عمرو مرفوعًا: "لم يَفْقَه مَن قرأ القرآن في أقل من ثلاث"، أخرجه أبو داود (١/ ١٣٩٤؛ والترمذي (١١/ ٦٦ عارضة)؛ وابن ماجه (١/ ١٣٤٧). وقال الترمذي: هذا حديث =

<<  <  ج: ص:  >  >>