قام المحدث الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي، قبل قرابة ثلاثين سنة، بإخراج هذا الكتاب من ظلام دور المخطوطات إلى أنوار مكتبات المطبوعات، فجزاه الله خيرًا على هذا العمل.
وقد بذل في إخراجه، وتحقيقه، وتخريج أحاديثه، جهدًا لا بأس به -والكمال لله-، لكن لتطور علوم السنة في هذا العصر، وإقبال الناس على تعلمها، أصبح من الضروري إعادة تحقيق هذا الكتاب، ليتلاءم مع روح هذا العصر العلمية المشرقة، وليجد فيه القارئ ما ينشده من الوقوف على درجة الحديث، ومَنْ رواه، وغير ذلك من المطالب.
وقد ظهر لي من خلال دراستي ومطالعتي السريعة لهذا المسند -المخطوط والمطبوع- بعض الملاحظات الهامة على هذه الطبعة، ومنها:
١ - يجب البحث عن نسخ أخرى للمسند، ليعاد طبعه عليها، مع إلحاق ما يليق به من الدراسة والتحقيق، لأسباب عدة:
(أ) سقوط بعض مسانيد الصحابة رضي الله عنهم، من المطبوع والنسخ التي طبع عليها، كمسند طلحة بن عبيد الله -كما تقدم بيانه-.
(ب) وجود بعض الكلمات الغامضة، وغير المفهومة في بعض الأحاديث (١).
(١) انظر على سبيل المثال ح (٦٤٧)، وفيه: أن ابن عمر قال ليحيى بن حبان: أما ترون القتل شيئًا، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: "لا يتناجى اثنان دون الثالث". وانظر ح (١، ٤٠٦، ٨٥٣، ١٣٠٠).