(٢) المراد بالحرف: أي كلمة "وصى" قال ابن منظور: وكل كلمة تقرأ على الوجوه من القرآن تسمى حرفًا. انظر: لسان العرب (٩/ ٤١). (٣) الآية في سورة الإسراء برقم ٢٣. (٤) هكذا في جميع النسخ، ولعل المراد قرأ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. (٥) قض بمعنى أمر، وألزم، وأوجب، ووصى. وهذه قراءة الجمهور، وهي المتواترة. وهو المستفيض عن ابن مسعود وابن عباس وغيرهما في أسانيد القراءة السبعية. لكن في مصحف ابن مسعود وأصحابه. وابن عباس، وابن جبير، والنخعي، وميمون بن مهران "وصى" وكذلك قرأ أبي، وأبو المتوكل، والضحاك: قال ابن الجوزي في زاد المسير (٥/ ٢٢): وهذا على خلاف ما انعقد عليه الإِجماع فلا يلتفت إليه. اهـ. وقال أبو حيان في البحر (٦/ ٢٥): وينبغي أن يحمل ذلك على التفسير لأنها قراءة مخالفة لسواد المصحف. والمتو اتر هو: "وقضى". اهـ. وأما من فهم من "قضى" أنها على مشهور موضوعها، وأنها بمعنى قدر، ثم تأوّل ذلك تأويلات بعيدة، فهذا قول مرجوح، وقد ذهب إليه ابن عطية، ورد عليه المفسرون كما ذكر ذلك في البحر. وقول ابن عباس رضي الله عنه لا وجه له؛ لأنه لا يمكن أن يكون الأمر كذلك ويتركه الصحابة ومن بعدهم من خيار القرون خصوصًا أبو بكر وعثمان رضي الله عنهما الذين جمع المصحف في عهديهما. ويكفي قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: ٩] فهو شامل لجميع أنواع الحفظ. انظر: البحر المحيط (٦/ ٢٥)، زاد المسير (٥/ ٢٢)، أضواء البيان (٣/ ٤٩٧). (٦) سورة الشورى: الآية ١٣.