مُسنَد ابن مَنِيع، من المسانيد التي حَوَت المرفوع، والموقوف والقليل جدًا من المقطوع، وقد استَوعَبتُ كتاب "المطالب العالية" وجَمَعت النصوص التي رواها ابن مَنِيع في مسنده فوجدْتُها تربو على مائتين وسبعين نَصًّا منها (١٧٢ حديثًا مرفوعًا) و (٩١ أثرًا موقوفًا)، و (٨ آثار مقطوعة) مِمّا يدلك على أن ابن منيع حرص على الإكتار من الأحاديث المرفوعة في مسنده.
وكون زوائد مسنده تَصِل إلى (٢٧١ نصًّا) لا يدل على صِغَر المسند، بل يَبدو أنه كبير لِشُهرته، وكَون زوائده قليلة بالنسبة إلى غيره، يمكن أن يُحمل على أن أكثر أحاديثه ليست من الزوائد، وهذا يدل على علو مَنْزِلة هذا المسند، إذ أكثره ليس من الزوائد، يُؤيد هذا أنْ أصحاب الكتب الستة قد رووا عنه في كتبهم، ولا يَبْعد أن تكون الروايات والأحاديث التي أخرجوها في مُصَنفَاتِهم عنه أصلها في مُسنَده- والله أعلم-.
المطلب الخامس اخْتِبَاره للشيوخ في مسنده
ذَكَرت سابقًا (١) مَسْردًا لشيوخ أحمد بن مَنِيع، والذين أخَذَ عنهم مِمن وَقَفتُ عليه .. وبِتَتَبُّعي لشيوخه وَجَدت أن أغلبهم من الثقات الذين يقبَل حديثهم سواء كان صحيحًا أو حسنًا، بل هم من أصحاب الأسانيد العالية، وهذا مِما يَرْفع من قِيمة الكِتاب، فمن الشيوخ الثقَات الذين أكثر في الرواية عنهم في الزوائد حسب الإحصاء الذي قُمتُ به: يزيد بن هارون، روى عنه
(١) وذلك في المطلب الخامس من المبحث الأول من هذا الفصل.