للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد وضع جامعه الكبير على كتاب الشافعي (١).

ورغم ذلك لم يكن إسحاق إمعة يتبع غيره بدون وعي، فقد كان له مذهبه الفقهي المتميز باتباع الأثر.

قال ابن عبد البر (٢): وله اختيار كاختيار أبي ثور، إلَّا أنه أميل إلى معاني الحديث، واتباع السلف، نحو مذهب أحمد بن حنبل. اهـ.

وله مصنفات في الفقه (٣)، وكان له أتباع، ولكنهم انقرضوا (٤).

المطلب العاشر دوره في نشر السنّة

كان المشرق الإسلامي -خراسان وما جاورها- قد بدأت تعج فيه أنواع البدع والضلالات، وخاصة التشيع والرفض. فقدر الله تبارك وتعالى بحكمته أن يعيش هذا الإمام في وسط ذلك الطغام الأهوج الذي لا يعرف كتابًا ولا سنة، وإنما يعرف التقليد الأعمى، الذي ينبو عنه كل قلب فيه أدنى شعور بالحياة. فشمَّر عن ساعد الجد، واجتهد فحقق الله على يديه خيرًا كثيرًا، من انتشار السنة في ذلك الصقع من العالم الإسلامي، وقمع البدع وأهلها. وقد شكر له علماء السنّة هذا الصنيع وامتدحوه به.

قال وهب بن جرير (٥): جزى الله إسحاق بن راهويه، وصدقة، ومعمر، عن الإسلام خيرًا، أحيوا السنة بأرض المشرق. اهـ.


(١) انظر: آداب الشافعي ومناقبه (ص ٦٤).
(٢) الانتقاء (ص ١٠٨).
(٣) نظر: الانتقاء (ص ١٠٨).
(٤) انظر: السير (١١/ ٣٧٥)، واختصار علوم الحديث مع شرحه الباعث الحثيث (ص ٢٤٠).
(٥) تاريخ بغداد (٦/ ٣٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>