أما بعد: فإن الله قد حفظ لهذه الأمة دينها من خلال حفظ كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل، فتناقلته الأمة جيلاً عن جيل نقلاً متواتراً: حفظاً وتلاوة وتدبراً، ليكون سعادة للعالمين ورحمة للمؤمنين فالحمد لله على هذه النعمة الجليلة والمنة العظيمة، كما أن الله حفظ لهذه الأمة دينها من خلال حفظ سنة نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - فيسر لها صحابة نبيه رضوان الله عليهم فحفظوها وتناقلوها وتدارسوها ثم جاء بعدهم التابعون فساروا على نهجهم واقتفوا أثرهم، فحفظوا سنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - واستخرجوا أحكام الشريعة منها وذبّوا عنها تحريف المتأولين