للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[المطلب الخامس نسبة الآثار فيه بحسب ما جاء في المطالب]

وأعني بالآثار: ما جاء عن الصحابة والتابعين أو من دونهم، من أقوالهم أو أفعالهم (١)، وعلى هذا فقد بلغت الآثار أربعًا وخمسين (٥٤) أي ما يزيد عن أربعة أخماس ما أسنده من الأحاديث والآثار.

إن هذه النسبة الكبيرة لتؤكد لك ما كررته أكثر من مرة، وهي عناية هذا الإمام بالآثار مما يجعله من حيث المتون أشبه بالمصنفات منه بالمسندات، وهذه ميزة مهمة تذكر له بين المسانيد الأخرى، ويزيد ذلك أهمية أن الضعيف فيها قليل أو نادر، كما ستعرفه في المطلب التالي.

المطلب السادس

نسبة الصحيح فيه بحسب ما جاء في المطالب

وأقصد بالصحيح ما كان عليه غالب الأقدمين، وهو قسيم الضعيف، أي أنه يدخل فيه الصحيح بقسميه، والحسن بقسميه، وذلك أنه يجمعها أصل الاحتجاج بها وقبولها (٢).

وقد بلغت الأحاديث الصحيحة من مجموع روايته في القسم الذي حققته أربعة وأربعين حديثًا، أي ثلثي العدد الكلي وهذه نسبة لا بأس بها في مثل المسانيد ما عدا مسند أحمد -رحمه الله-، واجتماع هؤلاء الأئمة الكبار لمسدد أمثال ابن عيينة والقطان وحماد بن زيد، ربما كان ذا أثر بالغ في هذا الشأن، مما جعله ينتقي الأحاديث ويصطفي الآثار، والله أعلم.

* * *


(١) انظر: نزهة النظر (ص ٥٧).
(٢) وانظر: الباعث الحثيث (ص ٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>