(٢) "بكر" ساقطة من (عم). (٣) أورده في كتاب البيوع، باب التفليس برقم ١٤٦١ من هذا الكتاب وهو في "المطالب العالية المطبوع ١/ ٤١٦ - ٤١٧: ١٣٨٩)، ونصّه: "كان معاذ بن جبل رجلًا سمحًا شابًا جميلًا من شباب قومه، وكان لا يمسك شيئًا، فلم يزل يدان حتى أغلق ماله كلّه في الدَين، فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- يطلب إليه أن يسأل غرماءه أن يضعوا له فأبوا، فلو تركوا لأحد من أجل أحد، لتركوا لمعاذ من أجل النبي -صلى الله عليه وسلم- ماله كله في دَينه حتى قام معاذ بغير شيء، حتى إذا كان عام فتح مكة، بعثه النبي -صلى الله عليه وسلم- على طائفة من أهل اليمن أميرًا ليجبره، فمكث معاذ باليمن أميرًا، وكان أول من أتجر في مال الله هو، فمكث حتى أصاب وحتى قُبض النبي -صلى الله عليه وسلم-، فلما قدم، قال عمر لأبي بكر: أرسِل إلى هذا الرجل، فدع له ما يغنيه وخذ سائره، فقال أبو بكر: إنما بعثه النبي -صلى الله عليه وسلم- ليجبره، فلستُ أخذًا منه شيئًا إلَّا أن يعطيني، فانطلق عمر إليه إذ لم يُطِعْه أبو بكر، فذكر ذلك لمعاذ فقال معاذ: إنما أرسلني النبي -صلى الله عليه وسلم- ليجبرني ولستُ بفاعل، ثم لقي معاذ عمر فقال: قد أطعتك وأنا فاعل ما أمرتَني، إني رأيت في المنام أني في حومة ماء وقد خشيتُ الغرق، فخلّصتَني منه يا عمر، فأتى معاذ أبا بكر فذكر ذلك له، وحلف أنه لم يكتمه شيئًا حتى بيّن له سوطَه، فقال أبو بكر: والله لا آخذ منك وقد وهبتُه لك، فقال عمر: هذا حينَ طاب وحلّ، فخرج معاذ عند ذلك إلى الشام"، وعزاه لإسحاق بن راهويه.