للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[المطلب الثاني الانتهاء من تصنيفه وإملائه على الناس]

بعد عودته من مصر جلس في ساحات بيت الله الحرام ينشر العلم بين الناس، فقد جمع الله له الحديث والفقه معًا، فنقل عنه العلماء ما شاء الله من ذلك. ثم إنه أراد أن يكون بعض ذلك العلم مدونًا في كتاب باسمه ليكون سببًا في زيادة حسناته في حياته، وبعد موته، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلَاّ من ثلاثة: إلَّا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له" (١).

فشرع في تنظيم هذا المسند، فلما انتهى من ترتيبه شرع في إملائه على الناس.

قال يعقوب بن سفيان الفسوي (٢): قدمت مكة في أول شهر رمضان -يعني: في سنة ست عشرة ومائتين- وسمعت مسند الحميدي، ابتدأ فيه في شوال. اهـ.

ويعتبر الحميدي من أوائل من صنف المسانيد.

[المطلب الثالث رواة المسند]

مما لا شك فيه أن هذا المسند -أو بعضه- قد سمعه الآلاف من طلبة العلم الذين كانوا يتقفرون العلم في ذلك الزمان، لكن أكثرهم كان يدخل ما سمعه منه في أثناء مصنفاته، ومجالسه الحديثية، دون الإشارة إلى أنه من مسند


(١) رواه مسلم (٣/ ١٢٥٥) (ح ١٦٣١)؛ وأبو داود (٣/ ٣٠٠) (ح ٢٨٨٠)؛ والترمذي
(٣/ ٦٥١) (ح ١٣٧٦)؛ والنسائي (٦/ ٢٥١) (ح ٣٦٥١).
(٢) المعرفة والتاريخ (١/ ٢٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>