للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[المطلب الأول أهميته]

إن أهمية كل عمل تنبثق في الدرجة الأولى من صاحب ذلك العمل، وحسبك بشيخ الحرم، ومفتي مكة وفقيهها، مع الإمامة في الدين، والحفظ المتين، والإتقان المنعدم النظير.

فلقد كان عَلَمًا في نشر السنة، والذب عن حياضها، وقمع البدعة، ووأدها في مهادها، ولذا أقبل على مجالسه أفذاذ أئمة الحديث، كالبخاري، ويعقوب بن سفيان الفسوي، وغيرهما، بل قد ذكر أن الإمام أحمد بن (١) حنبل، ومحمد بن سعد -كاتب الواقدي- قد رويا عنه.

وقد كان من أخص تلاميذ ابن عيينة، فنهل من علمه، ونقل عنه ما لم يعلمه غيره، فرصع مسنده بهذه الجواهر الثمينة، فجاء كتاب حديث، وعلل، وفقه، وتفسير. كما أن لُقِيه للكبار -ابن عيينة وغيره- منحه علو الإسناد، والقرب من أفضل العباد - صلى الله عليه وسلم -.

ومما زاد مسنده شرفًا دقة تحريه فيما ينتخب ويختار له من الأحاديث والآثار، فأغلب أحاديثه في الصحاح والسنن.


(١) انظر: التقييد لابن نقطه (١/ ٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>