للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٦ - محمد بن إدريس الشافعي، الإمام الثقة الفقيه، صاحب التصانيف المشهورة، وهو أول من تصدى لأهل الرأي ورد عليهم، ومذهبه أوسع المذاهب الأربعة انتشارًا، مات بمصر سنة أربع ومائتين، وكان إسحاق بن راهويه يتأسف على ما فرَط فيه من مجالس الشافعي (١).

١٧ - محمد بن يزيد الواسطي، الإمام الحافظ الثبت الزاهد، مات سنة تسعين ومائة.

. . . وغيرهم كثير كما تقدم.

[المطلب الخامس عقيدته]

كان إسحاق أحد أئمة الحديث في عصره، فقد شهد له بذلك كبار معاصريه.

قال الإمام أحمد (٢): إسحاق عندنا إمام من أئمة المسلمين. اهـ.

فماذا يُظن بمن هذه حاله؟ لقد كان رحمه الله، حقًا إمامًا من أئمة المسلمين متبعًا لسنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، وللسلف الصالح رضي الله عنهم، ولم يرج عنده ما أحدثه الناس من باع الأقوال والأفعال، وإن كسوها بالبهرج، وألبسوها حلة التقى ظلمًا وعدوانًا.

فكان هذا الإمام جبلًا صامدًا تتكسر عليه كل صخور الباطل.

ولم يخالف مذهب السلف قيد أنملة، بل النقل عنه يثبت لزومه لجادتهم، وليس هذا موضع سرد ذلك إذ به يطول الكلام (٣). وقد اشتهر عند العلماء حسن


(١) انظر: آداب آداب الشافعي ومناقبه لابن أبي حاتم، والسير (١٠/ ٥ - ٩٩).
(٢) تاريخ بغداد (٦/ ٣٥٠).
(٣) انظر: شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي (١/ ٤٧، ١٧٤، ٢٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>