للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جدًا، ليس فيه عنعنة أبدًا، بل كل واحد منهم صرح بالسماع له. اهـ.

وقال الحافظ (١): ثقة حافظ فقيه، أجل أصحاب ابن عيينة. اهـ.

[المطلب الخامس روايته عن ابن عيينة، ومنزلته عند العلماء فيه]

في سنة ثلاث وستين ومائة (٢) انتقل سفيان بن عيينة من الكوفة، مسقط رأسه، إلى مكة المكرمة، فجاور بها حتى مات في سنة ثمان وتسعين ومائة، فلاحت الفرصة للحميدي، فما تردد في قبولها، بل جعل نفسه وتدًا في أرض حلقة ابن عيينة، التي كانت تشع بالأنوار المحمدية، فصاحبها قد حوى علم عمرو بن دينار، وابن المنكدر، والزهري، وغيرهم من جلة التابعين وفضلائهم، ولم يخرج الحميدي من مكة حتى مات سفيان.

قال الحميدي (٣): جالست ابن عيينة تسع عشرة سنة، أو نحوها. اهـ.

ومع طول هذه المجالسة كان الحميدي -رحمه الله- قد وهِب قوة الحافظة، وحسن الفهم لما يحفظه، فحفظ ووعى حديث ابن عيينة، وقد تقدم قول الشافعي (٤) فيه: ما رأيت صاحب بلغم أحفظ من الحميدي، كان يحفظ لسفيان ابن عيينة عشرة آلاف حديث. اهـ.

وقد استفاض عن الأئمة تقديمه على سائر أصحاب ابن عيينة الحفاظ. قال محمد بن عبد الرحمن. . . . . . . . . . . . . . . . .


(١) التقريب (ص ٣٠٣).
(٢) انظر التهذيب (٤/ ١٢٢).
(٣) التاريخ الكبير (٥/ ٩٧).
(٤) السير (١٠/ ٦١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>