للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٤٢ - سورة الحجرات]

٣٧٢٠ - قال إسحاق: أخبرنا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: أَتَيْتُ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ، فَقُلْتُ: إِنَّ رَجُلًا خَاصَمَنِي يُقَالُ لَهُ: سَعْدٌ الْعَنَزِيُّ فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: لَيْسَ بِالَّعَنِزِيِّ وَلَكِنَّهُ الزُّبَيْدِيُّ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ (١) تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا}. فَقَالَ: هُوَ الِاسْتِسْلَامُ. فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: لَا. بَلْ هو الإِسلام (٢).


(١) في (عم) و (سد): "لن تؤمنوا".
(٢) يقول ابن كثير رحمه الله في تفسيره (٤/ ١٩٣)، بعد أن ذكر حديث الصحيحين المروى عن سعد، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- أعطى رجالًا. ولم يعط رجلًا منهم شيئًا، فقال سعد: يا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أُعْطِيتُ فلانًا وفلانًا، وفلانًا، ولم تعط فلانًا شيئًا، وهو مؤمن. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أو مسلم؟ حتى أعادها سعد رضي الله عنه ثلاثًا، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: أو مسلم؟ ثم قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إني لأعطي رجالًا وأدع من هو أحب إليّ منهم، فلم أعطه شيئًا مخافة أن يكبوا في النار على وجوههم .. " قال: فقد فرق النبي -صلى الله عليه وسلم- بين المؤمن والمسلم، فدل على أن الإِيمان أخص من الإِسلام، ودل ذلك على أن ذاك الرجل كان مسلمًا، ليس منافقًا، لأنه تركه من العطاء، ووكله إلى ما هو فيه من الإِسلام، فدل هذا على أن هؤلاء الأعراب المذكورين في هذه الآية ليسوا بمنافقين، وإنما هم مسلمون، لم يستحكم الإِيمان في قلوبهم، فادعوا لأنفسهم مقامًا أعلى مما وصلوا إليه، فأدبوا في ذلك. وهذا معنى قول ابن عباس وإبراهيم النخعي، وقتادة، واختاره ابن جرير. اهـ. ثم ذكر أن البخاري قال: إنهم كانوا منافقين. وذكر عن سعيد بن جبير، ومجاهد، وابن زيد أنهم قالوا في: "أسلمنا"، أي: استسلمنا خوف القتل والسبي.
وبهذا يتضح معنى أثر الباب.

<<  <  ج: ص:  >  >>