قبل أن أدخل في الكلام عن مسنده، أحب أن نعرف ما المراد بالمسند في اصطلاح المحدثين، ليكون ذلك مدخلًا وتمهيدًا لما سيأتي، فأقول:
إن المسند -بضم الميم وفتح النون- هو: الكتاب الذي يجمع حديث كل صحابي على حدة، صحيحًا كان أم حسنًا أم ضعيفًا، مرتبين على حروف الهجاء في أسماء الصحابة، كما فعله غير واحد، أو على القبائل، أو السابقة للإسلام، أو الشرافة النسبية، أو غير ذلك (١).
والتصنيف على المسانيد أحد أنواع التصنيف في السنة وهي كثيرة جدًا، ومنها الكبار مثل مسند أحمد وأبي يعلى وبقي بن مخلد القرطبي، ومنها الصغار، والتي بعضها في نحو جزء، مثل مسند الحميدي، وعبد بن حميد، وابن أبي أوفى، وغيرهم.
أما مسند مسدد فهو بين هذه وتلك، من المسانيد المتوسطة الحجم، كما يوضح وصف الأئمة له فيما سيأتي ويدل لذلك نسبة زوائده بين هذه المسانيد الثمانية ويمكن أن نستدل بذلك على مقداره بالنسبة لها، ولو بشكل تقريبي.