للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٦ - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ النَّظَرِ فِي النُّجُومِ

(١٠٣) قَالَ: حَدِيثُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه يأتي إن اللَّهُ تَعَالَى فِي الْفِتَنِ (١) فِي قِصَّةِ أَهْلِ النهروان من الخوارج.


(١) سيأتي الباب بدأ من حديث رقم (٤٤٣٤) وليس فيه الحديث المذكور، وذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (٦/ ٣٧٥ ح .. ٤٧)، قال: عن عبد الله بن عوف بن الأحمر: أن مسافر بن عوت بن الأحمر قال لعلي بن أبي طالب حين انصرف من الأنبار إلى أهل النهروان: يا أمير المؤمنين، لا تسرفي هذه الساعة، وسر في ثلاث ساعات تمضين من النهار، قال عليُّ: ولم؟ قال: لأنك إن سرت في هذه الساعة أصابك أنت وأصحابك بلاء وضر شديد، وإن سرت في الساعة التي آمرك بها ظفرت وظهرت وظهرت وأصبت ما طلبت، فقال علي: ما كان لمحمد -صلى الله عليه وسلم- منجم، ولا لنا من بعده، هل تعلم ما في بطن فرسي هذه؟ قال: إن حسبت علمت.
قال: من صدقك بهذا القول كذب القرآن، قال الله عزَّ وجلَّ: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان:٣٤] ما كان محمد -صلى الله عليه وسلم- يدعي علم ما ادعيت علمه، تزعم أنك تهدي إلى علم الساعة التي يصيب السوء من سافر فيها. قال: نعم، قال: من صدقك بهذا القول استغنى عن الله في صوف المكروه عنه، وينبغي للمقيم بأمرك أن يوليك الأمر دون الله ربه؛ لأنك -أنت تزعم- هديته إلى الساعة التي ينجو من السوء من سافر فيها، فمن آمن بهذا القول لم آمن عليه أن يكون كما اتخذ دون الله ندًّا وضدًّا، اللهم لا طائر إلَّا طائرك، ولا خير إلَّا خيرك ولا إله غيرك، نكذبك ونخالفك ونسير في هذه الساعة التي تنهانا عنها، ثم أقبل على الناس فقال: يا أيها الناس؟ إياكم وتعلم هذه النجوم إلَّا ما يهدي في ظلمات البر والبحر؟ إنما المنجم كالكافر، والكافر في النار، والله لئن بلغني أنك تنظر في النجوم وتعمل بها لأخلدنك في الحبس ما بقيتَ وبقيتُ، ولأحرمنك العطاء ما كان لي سلطان، ثم سار في الساعة التي نهاه عنها فأتى أهل النهروان فقتلهم، ثم قال: لو سرنا في الساعة التي أمرنا بها فظفرنا أو ظهرنا لقال قائل؛ سار في الساعة التي أمرنا بها المنجم؛ ما كان لمحمد -صلى الله عليه وسلم- منجم؛ ولا لنا بعده، فتح الله لنا بلاد كسرى وقيصر وسائر البلدان، أيها الناس، توكلوا على الله وثقوا به فإنه يكفي مما سواه. رواه الحارث بن أبي أسامة، وقد أورد الهيثمي هذا الأثر في بغية الباحث (ح ٥٣٩)، قال: حدّثنا إبراهيم أبو إسحاق، ثنا المحاربي عبد الرحمن بن محمد، ثنا عمر بن حسان عن يوسف بن زيد عن عبد الله بن عوف بن الأحمر به.
وهذا الإسناد فيه مجاهيل. [سعد].

<<  <  ج: ص:  >  >>