ومدار الكلام في مكانته العلمية على محورين، هما: عقيدته، وثناء العلماء عليه:
[المطلب الأول عقيدته]
بعد التأمل في ترجمة هذا الإمام يخرج الباحث بنتائج، ومنها: أنه كان حسن الاعتقاد، مع أنه عاش في عصر قد كشفت البدع عن ساقها، وترعرعت شبهاتها، وفتنة القول بخلق القرآن في مقدمة الصفوف تفعل في العلماء فعل النار بالهشيم، بسبب تبني السلطة لنشرها، وإرغام العلماء على قبولها، فيخرج من كل ذلك سالمًا بتوفيق الله، كما فعل رحمه الله الأسباب لاجتثاث أي شبهة قد ترد عليه، وذلك بالاسترشاد بمن هو أمكن منه.
ويمكن أن ينطلق حكمي على حسن عقيدته من أمرين:
أحدهما: أن الإمام أحمد أشار على أبي زرعة بالكتابة عن مسدد -كما سيأتي في المحور الثاني-، وهما رحمهما الله معروف عنهما أنهما لا يحدثان عن أهل الباع ولا يأخذان عنهم، وأمثلة ذلك أكثر من أن تحصر، بل كانا