للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يتركان الرجل لأدنى ريبة، وما موقف الإمام أحمد من ابن المديني (١) لما أجاب إلى القول بخلق القرآن مكرهًا، وموقف (٢) أبي زرعة وأبي حاتم من الإمام البخاري، لما كتب لهما الذهلي من نيسابور أنه يقول بخلق أفعال العباد، ومن ذلك قراءتنا للقرآن، ليست هذه المواقف عن الأذهان ببعيدة.

كما أن أحمد كتب إلى مسدد أن يحدث أبا الحسن الميموني، وسيأتي ذلك في المطلب التالي.

الثاني: ما رواه القاضي أبو يعلى بسنده عن أحمد بن محمد التميمي الزرندي، قال: لما أشكل على مسدد بن مسرهد بن مسربل أمر الفتنة، وما وقع الناس فيه من الاختلات في القدر، والرفض، والاعتزال، وخلق القرآن، والإرجاء، كتب إلى أحمد بن حنبل: اكتب إلى بِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فلما ورد كتابه على أحمد بن محمد بكى، وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون. يزعم هذا البصري أنه قد أنفق على العلم مالًا عظيمًا، وهو لا يهتدي إلى سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فكتب إليه:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي جعل في كل زمان بقايا من أهل العلم ...... - إلى أن قال في آخر رسالة طويلة- أحبوا أهل السنة على ما كان منهم، أماتنا الله وإياكم على السنة والجماعة ورزقنا الله وإياكم اتباع العلم، ووفقنا وإياكم لما يحب وبرضاه (٣).


(١) انظر ترجمته في الميزان (٣/ ١٣٨: ٥٨٧٤).
(٢) انظر: الجرح والتعديل (٧/ ١٩١).
(٣) انظر: طبقات الحنابلة (١/ ٣٤١ - ٣٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>