للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مذهبه، وأن من تكلم فيه من أهل جهته فإنه قد دل على نفسه وفضحها، وأبان عن سؤته ومخالفته لهدي السلف.

قال نعيم بن حماد -أحد أئمة السلف- (١): إذا رأيت العراقي يتكلم في أحمد ابن حنبل فاتهمه في دينه، وإذا رأيت الخراساني يتكلم في إسحاق بن راهويه فاتهمه في دينه، وإذا رأيت البصري يتكلم في وهب بن جرير فاتهمه في دينه. اهـ (٢).

[المطلب السادس حفظه للحديث، وإمامته فيه]

لقد أثرت هذه الرحلات العلمية التي قام بها إسحاق مبكرًا -وقد تقدم ذكرها قريبًا- حصيلته العلمية، في شتى علوم الشريعة، وخاصة الحديث النبوي الشريف، وما يُروى عن الصحابة، والتابعين رضي الله عنهم، فقد كان ذا ذهن وقاد، وحافظة منقطعة النظير، فاستطاع بذلك أن يلم بجل ما سمع، ويختزنه في حفظه، مع عدم إهمال الكتابة، زيادة في التثبت، وخوفًا من الزلل، أو السهو، والنسيان. فكان بعد ذلك يذاكر إخوانه الحفاظ، كأحمد، وابن معين، وغيرهما.

فكانوا يُقِرون له بتقدمه عليهم في الحفظ والإتقان، وما ذاك إلَّا شاهد قوي على سعة محفوظه، مع الفهم الدقيق، والضبط الأكيد.

قال محمد بن يحيى الذهلي (٣): وافقت إسحاق بن إبراهيم -صاحبنا-


(١) تاريخ بغداد (٦/ ٣٤٨).
(٢) وإذا أردت التوسع في هذا الموضوع فانظر: ترجمته في القسم المحقق من مسنده -وهو مسند عائشة رضي الله عنها- (ص ٢١٢ - ٢٤٣).
(٣) تاريخ بغداد (٦/ ٣٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>