للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٨ - بَابُ فَضْلِ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بالله

٣٤٢٤ - قال إسحاق: أخبرنا (النَّضْرُ) (١)، ثنا حَمَّادٌ، ثنا مَعْبَدٌ، أَخْبَرَنِي فُلَانٌ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) (٢) قال: جلس أبو ذر، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، مِثْلَ حَدِيثٍ قَبْلَهُ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كنز من كنوز الجنة، قلت: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: قُلْ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بالله (٣).


(١) (عم): "النصر"، بالمهملة.
(٢) مثبته من (سد) و (عم).
(٣) تقدم الكلام على رجال الإِسناد، وبعض الألفاظ في المتن، والإِحالة على الكلام المفصل فيه في حديث (رقم ٣٤١٧).
ولا حول ولا قوة إلَّا بالله هي الجملة المعروفة بالحوقلة، ومعناها: لا حول عن معصية الله إلَّا بعصمته، ولا قوة على طاعته إلَّا بمعونته، وتوفيقه تعالى.
أو أن المراد أن لا حول أي لا حيلة، فهي استسلام وتفويض إلى الله عزّ وجل، فلا صانع غيره ولا راد لأمره.
قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم (١/ ٤٨١): فلأنَّ العبدَ عاجزٌ عن الاستقلال بجلب مصالحه، ودفع مضاره، ولا معين له على مصالح دينه ودنياه إلَّا الله عزَّ وجل، فمن أَعانه الله فهو المعان، ومن خذله فهو المخذول. وهذا تحقيق معنى قول لا حول ولا قوة إلَّا بالله، فإن المعنى لا تحول للعبد من حال إلي حال، ولا قوة له على ذلك إلَّا بالله، وهذه كلمة عظيمة وهي كنز من كنوز الجنة. اهـ.
والكنز: ثواب مدخر لقائل هذه الكلمة في الجنة.
قلت: أولًا يمنع أن يكون كنزًا على الحقيقة الله أعلم بمقداره، من باب الاشتراك اللفظي.
شرح النووي على مسلم (١٧/ ٢٦)، فتح الباري (١١/ ٥٠١).

<<  <  ج: ص:  >  >>