قال الحافظ الذهبي -رحمه الله- في ترجمة عبد الله بن عمرو بن العاص من السيَر (٣/ ٨٤) مبينًا لهذا الحديث: [فأقل مراتب النهي أن تُكره تلاوة القرآن كله في أقل من ثلاث، فما فقه ولا تدبر من تَلَا فِي أقل من ذلك. ولو تلا ورتّل في أسبوع، ولازم ذلك، لكان عَمَلًا فاضلًا، فالدين يُسر، فوالله إن ترتيل سُبع القرآن في تهجّد قيام اللّيل مع المحافظة على النوافل الراتبة، والضحى، وتحية المسجد، مع الأذكار المأثورة الثابتة، والقَول عند النوم واليقظة، ودبُر المكتوبة والسَّحَر، مع النظر في العلم النافع، والاشتِغَال به مُخلِصًا لله، مع الأمر بالمعروف، وإرشاد الجاهل وتفهيمه، وزَجْر الفاسق، ونحو ذلك، مع أداء الفرائض في جماعة بِخُشُوع وطمأنينة وانكسار وإيمان، مع أداء الواجب، واجتِناب الكبائر، وكثرة الدعاء والاستغفار، والصدَقة وصِلَة الرحِم، والتواضع، والإخْلاص في جميع ذلك لَشغْل عظيم جسيم، ولَمَقَام أصحاب اليمين، وأولياء الله المتقين، فإن سائر ذلك مطلوب، فمتى تشاغل العابد بِخَتمة في كل يوم، فقد خالف الحنيفية السمْحة، ولم ينهض بأكثر ما ذكرناه، ولا تدبّر ما يتلوه]. اهـ. وهو بَحث مُهم نفيس. (١) انظر: التاريخ الصغير (٢/ ٣٤٨)؛ وتاريخ بغداد (٥/ ١٦١)؛ والأنساب (٢/ ٢٧٣)؛ وتذكرة الحُفاظ (٢/ ٤٨٢)؛ والعِبَر (١/ ٤٤٢)؛ والسيَر (١/ ٤٨٤)؛ وشَذَرات الذهب (٢/ ١٠٥). (٢) الإرشاد (٢/ ٥٥٠).