= وقال الحاكم في الموضع الثاني: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
قلت: هكذا اختلف قولاهما على نفس الحديث.
وأخرجه الحديث البخاري في الأدب المفرد (ح ٧٣) من طريق إسحاق بن سعيد به موقوفًا على ابن عباس، وزاد "وكل رحم آتية يوم القيامة أمام صاحبها تشهد له بصلة إن كان وصلها، وعليه بقطيعه إن كان قطعها".
قال الألباني في السلسلة الصحيحة (١/ ٤٩٩) معلقًا على الاختلاف بين الرفع والوقف: هذا سند صحيح. أي سند البخاري في الأدب المفرد على شرط البخاري في صحيحه ولكنه موقوف بَيْدَ أن من رفعه ثقة، حُجة، وهو الإِمام الطيالسي وزيادة الثقة مقبولة. اهـ.
وأخرج الحديث البيهقي في الشعب (٦/ ٢١٨)، من طريق قراد أبي نوح، عن إسحاق بن سعيد به مرفوعًا مع زيادة البخاري.
وفي الباب عن أبي هريرة، والعلاء بن خارجة، وابن عمر، وعمر، وعلي رضي الله عنهم.
أما حديث أبي هريرة رضي الله عنه فله عنه ثلاث طرق:
الأولى: عن يزيد مولى المنبعث، أنه سمع أبا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- كان يقول: تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فإن صلة الرحم محبة في الأهل، مثراة في المال، منسأة في الأثر.
أخرجه الترمذي (٦/ ١١٣ التحفة)، وأحمد (٢/ ٣٧٤)، وابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق (ح٢٥٢).
وابن زنجوية كما في إتحاف السادة المتقين (١/ ٢٢٥)، والحاكم في المستدرك (٤/ ١٦١)، والسمعاني في الإنساب (١/ ١٩)، والبغوي في شرح السنة (١٣/ ١٩)، كلهم من طريق عبد الملك بن عيسى الثقفي، عن يزيد مولى المنبعث به. =