= فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حتى صف بالناس على قبرها، وكبر أربع تكبيرات.
أخرجه مالك في الموطأ (١/ ٢٢٧)، وعنه الشافعي في الأم (١/ ٢٧٠)، والنسائي في المجتبى (٤/ ٤٠) وإسناده صحيح لولا عنعنة ابن شهاب.
الثاني: ابن جريج، عن ابن شهاب، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ به.
أخرجه عبد الرزاق في المصنف (٣/ ٥١٨)، وفيه عنعنة ابن جريج وهو معدود ضمن أصحاب المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين.
الثالث: يونس بن عبيد، عن أبي شهاب، أخبرني أبو أمامة بن سهل بن حنيف قال: أن مسكينة مرضت فَأُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بمرضها وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يعود المساكين ويسأل عنهم. وقال -صلى الله عليه وسلم- إن ماتت فلا تدفنوها حتى أصلي عليها، فتوفيت فجاؤا بها إلى المدينة بعد العتمة فوجدوا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَدْ نام فكرهوا أن يوقظوه فصلوا عليها ودفنوها ببقيع الفرقد، فلما أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جاؤا فسألهم عنها، فقالوا: قد دُفِنت يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد جئناك فوجدناك نائمًا فكرهنا أن نوقظك، قال: فانطلقوا وانطلق يمشي حتى أروه قبرها فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وصفوا وراءه فصلى عليها وكبَّر أربعًا.
أخرجه النسائي في المجتبى (٤/ ٦٩) وإسناده صحيح فقد صرح ابن شهاب بالسماع من أبي أمامة بن سهل بن حنيف.
وسيأتي هذا الحديث موصولًا في الطريق القادمة الأخرى إلَّا أنها ضعيفة لذا فإن رواية الإرسال في هذا الحديث تُرَجّح على رواية الوصل.
قال ابن أبي حاتم في العلل (١/ ٣٦٦): سألت أبي عن حديث رواه أبو سفيان الحِمْيرى، عن سفيان بن حسين، عن الزهري، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صلى على قبر ... فقال هذا خطأ، والصحيح حديث يونس بن عبيد وجماعة، عن الزهري، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- بلا أبيه.
قلت: على أن الإِرسال هنا لا يضر إن شاء الله فإن أبا أمامة تعْرف روايته عن =