= وقال البزّار: لا نعلم رواه عن ابن إدريس إلَّا أسود وكان ثقة بغداديًا.
ورجال البزّار وابن أبي الدنيا ثقات ويزيد بن عبد الرحمن جد عبد الله بن إدريس، قال عنه الذهبي في الكاشف (٣/ ٢٨٣): وثق.
وذكره المنذري في الترغيب (٣/ ٤١١) وقال: رواه أبي يعلى والبزار من طرق أحدها حسن جيد.
وذكره الحافظ في الفتح (١٠/ ٤٥٩) وقال سنده حسن.
وتعقب الألباني في السلسلة الضعيفة (٢/ ٩٥) المنذري على قوله: رواه البزّار من طرق أحدها حسن جيد فقال: أخشى أن يكون وهمًا لأمرين.
الأول: أنه لوكان للبزار طرق أحدها حسن، لما اقتصر الهيثمي على ذكر الضعيف.
الثاني: أن البيهقي قد صرح بتفرّد المقبري به والله أعلم.
قلت: يُستغرب هذا الكلام من الشيخ الألباني لأمرين:
١ - أنه لو بحث في زوائد البزّار للهيثمي لوجد تعقّب الهيثمي على البزّار بان للحديث متابعات كما تقدم.
بل إن طريق البزّار الحسن خرّجه أبو نعيم وابن أبي الدنيا كما تقدم.
٢ - أن المثبت مقدم على النافي فعند الأول زيادة علم فكيف يُغفلُ عن هذا.
الثاني: طلحة، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنه، مرفوعًا.
أخرجه البزّار كما في الكشف (٢/ ٤٠٨).
وقال البزّار طلحة لين الحديث.
قلت: طلحة هو ابن عمرو الحضرمي متروك.
وبالجملة فللحديث ثلاث طرق إثنان منها ضعيفان جدًا، والثالث حسن.
ويشهد لقوله -صلى الله عليه وسلم- "فليسعهم منكم بسط الوجه" أحاديث كثيرة عن ابن عمر، وسليم بن جابر، أو جابر بن سليم، وأبى ذر رضي الله عنهم، وهذه خرجتها في =