للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

= ويشهد لمعناه أحاديث عن معاذ: وأبي ذر، ومحمد بن حاطب -رضي الله عنهم-: أما حديث معاذ قال: أنا رديف النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا معاذ! قلت: لبيك وسعديك -ثم قال مثله ثلاثًا- هل تدري ما حق الله على العباد؟ قلت: لا، قال: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا. ثم سار ساعة فقال: يا معاذ، قلت: لبيك وسعديك قال: هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك؟ أن لا يعذبهم. لفظه البخاري.

فأخرجه البخاري (١١/ ٦٠ الفتح)، ومسلم (ح ٣٠)، وأحمد (٣/ ٢٦٠)، (٥/ ٢٢٨)، والبخاري في الأدب المفرد (ح ٩٤٣)، وابن منده في الإيمان (١/ ٢٣٣)، وأبو عوانة (١/ ١٧).

وأما حديث أبي ذر قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- في حرة المدينة عشاء أستقبلنا أحدٌ فقال: يا أبا ذر! ما أحب أن أحدًا لي ذهبًا تأتي عليه أو ثلاث عندي منه دينار إلَّا أرصده لدين، إلَّا أن أقول به في عبّاد الله هكذا وهكذا -وأرانا بيده- ثم قال: يا أبا ذر!، قلت: لبيك وسعديك.

فأخرجه البخاري (١١/ ٦١ الفتح)، ومسلم (ح ٩٤)، والبيهقي في الكبرى (١٠/ ١٨٩).

وأما حديث محمد بن حاطب قال: تناولت قدرًا كانت لي فاحترقت يدي، فانطلقت بي أمي إلى رجل جالس فقالت له يا رسول الله! فقال: لبيك وسعديك .. الحديث.

فأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (ح ١٠٢٥). وفي إسناده سماك بن حرب صدوق، وروايته عن عكرمة ضعيفة، وروايته هنا عن محمد بن حاطب، وبقية رجاله ثقات فالإسناد حسن إن شاء الله.

وعليه يتبين أن الذي ورد عن الصحابة وأقره الرسول -صلى الله عليه وسلم- أو فعله رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هُوَ قوله لبيك وسعديك والمعنى واحد فيرتقى حديث الباب بهذه الشواهد إلى الحسن لغيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>