= رابعًا: للحديث شواهد بمعناه مما يدل على أن مصعبًا حفظه.
وفيه أيضًا أبو إسحاق السبيعي وهو مدلس وقد عنعن في هذا الحديث وهو عند ابن حجر في المرتبة الثالثة، وهذا اجتهاد منه رحمه الله، وفي بعض تقاسيمه نظر قد يخالفه فيه غيره، فعلى سبيل المثال جعل ابن حجر الحسن البصري في الثانية أي أن تدليسه محتمل بينما يقول الذهبي في التذكرة وهو مدلّس لا يحتج بقوله عن فلان.
ولم يدلس أبو إسحاق في هذا الحديث لموافقة غيره له في الشواهد وعلى كل حال الحديث بهذا الإسناد حسن.
ملحوظة: قال: محقق مسند أبي يعلى حسن سليم: إن حمزة الزيات متأخر السماع عن أبي إسحاق، ولم أقف على ذلك بل الذي وقفت عليه أن الذي سمع عنه بآخرة الحكم بن عيينة، ومن سواه ففيه خلاف.
وللحديث شواهد حسنة يرتفع بها إلى الصحيح لغيره.
فرواه ابن حبّان في صحيح باب الزجر عن طلب عثرات المسلمين (٧/ ٥٠٦: ٥٧٣٣).
ورواه الترمذي في البر والصلة باب ما جاء في تعظيم المؤمن (٤/ ٣٧٨: ٢٠٣٢)، والبغوي في شرح السنة باب النهي عن تتبع عورات المسلمين (١٣/ ٤٠١:٣٥٢٦) ثلاثتهم من طريق الحسين بن واقد، عن أوفى بن دلهم، عن نافع، عن ابن عمر بنحوه، وقال الترمذي: حديث حسن غريب لا نعرفه إلَّا من حديث الحسين بن واقد.
قلت: الحسين بن واقد، ثقة، ولكن فيه أوفى بن دلهم وهو صدوق.
ومنها حديث أبي برزة رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، بنحوه.
رواه أبو داود في الأدب باب في الغيبة (٥/ ١٩٤: ٤٨٨٠) عن عثمان بن أبي شيبة بن الأسود بن عامر أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن سعيد بن عبد الله بن جريج، عن أبي برزة الأسلمي، به.
ورواه أحمد في المسند (٤/ ٤٢٠) عن الأسود بن عامر، به. =