= الثالثة: ففيه: الحسن بن أبي جعفر وهو ضعيف كما سبق.
أما حديث أبي هريرة فهو ضعيف للاختلاف في إسناده كما سبق، ولذا قال البيهقي في الشعب: فرواه سويد بن عمرو عن حماد، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة وهو وهم.
وقد روي عن ابن عمر مرفوعًا بطريق ضعيف أيضًا.
وعلى كل حال لا يصح رَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- بل هومن قول علي بن أبي طالب.
وهذا الأثر لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، له شاهد من قول عمر بن الخطاب بمعناه.
فرواه عبد الرزَّاق في مصنفه (١١/ ١٨١)، باب الحب والبغض (ح ٢٠٢٦٩) عن معمر، عن زيد بن أسلم، عن أبيه قال: قال لي عمر "يا أسلم لا يكن حبك كلفًا ولا يكن بغضك تلفًا، قلت: وكيف ذلك، قال: إذا أحببت فلا تكلف بما يكلف الصبي بالشيء يحبه، وإذا أبغضت فلا تبغض بغضًا تحب أن يتلف صاحبك ويهلك".
ومن طريق أخرجه البغوي في شرح السنة، باب القصد في الحب والبغض (٣/ ٦٥: ٣٤٨١) ورواه البخاري في الأدب المفرد، باب لا يكون بغضك تلفًا (٢/ ٦٩٩: ١٣٢٢) من طريق محمد بن جعفر قال حدّثنا زيد بن أسلم به بنحوه.
قلت: وإسناد أثر عمر بن الخطاب عند عبد الرزاق على شرط الشيخين.