= قلت: هذا الحديث على شرط الشيخين، إن كان أبو قلابة قد سمع من عمرو بن عبسة لأنه مدلس وهو ممن احتمل تدليسه، لكن في هذه الرواية بالذات، في النفس منها شيء لأنّ أبا قلابة جعل الواسطة بينه وبين النبي رجلين مبهمين عند مسدّد وعند عبد الرزاق جعل الواسطة رجلًا واحدًا.
ويشهد أيضًا لمعظم فقراته الحديث الذي يأتي بعده.
ومعظم فقرات الحديث قد صحت من أحاديث أخرى.
الفقرة الأولى وهي قوله:"أن يسلم المسلمون من لسانك ويدك" فهي في صحيح البخاريُّ من حديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي -صلى الله عليه وسلم- "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" أخرجه البخاريُّ في الإيمان (١/ ٥٣)، باب المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده برقم (١٠).
ومسلم في الإيمان (١/ ٦٥)، باب تفاضل الإِسلام برقم (٤٠) عن ابن عمرو وأبو داود في الجهاد باب في الهجرة هل انقطعت (٣/ ٤٩: ٢٤٨١)، من طريق عامر عن ابن عمرو بن بلفظه.
والترمذي في صفة القيامة (٤/ ٦٦١)، من حديث أبي موسى رضي الله عنه قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، أي المسلمين أَفْضَلُ؟ قَالَ: مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ ويده. الحديث.
ورواه النسائيُّ في الإيمان (٨/ ١٠٤)، من حديث أبي هريرة بلفظ المسلم من سلم الناس من لسانه ويده".
أما قوله: "الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله" فهذه الفقرة وردت في وسط حديث عمر بن الخطّاب الطويل في قصة جبريل مع النبي -صلى الله عليه وسلم- أخرجه مسلم في الإيمان (١/ ٣٧)، وأبو داود في السنة (٥/ ٧٢)، والترمذي (٥/ ٧: ٢٦١٠)، ابن ماجه في المقدمة (١/ ٢٤). =