= وهذه الفقرة شاذة بل منكرة لأنّ هذه الزيادة من رواية شهر بن حوشب وهو ضعيف ومع ذلك خالف الثقات في صحيح مسلم.
ومما يدلّ على نكران هذه الزيادة أن الرجل الذي قتل الرجل هو أسامة بن زيد حب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-وهو معروف بأنه من الصحابة الذين نشهد لهم بالخير، وهو قد ارتكب هذه الجريمة على تأويل وقد ندم على ذلك حتى قال: تمنيت أن لا أكون أسلمت قبل ذلك اليوم.
وكل هذا يؤكد تأكيدًا لا شك فيه أن هذه الزيادة الأخيرة منكرة.
والرجل الذي قتل الرجل بعد أن قال: لا إله إلّا الله كما سبق هو أسامة بن زيد قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- في سرية فصبحنا الحرقات من جهينة، فأدركت رجلًا فقال: لا إله إلّا الله فطعنته فوقع في نفسي من ذلك، فذكرته للنبي-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أقال: لا إله إلّا الله وقتلته "الحديث بطوله".
أخرجه البخاريُّ في المغازي، باب بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- أسامة بن زيد إلى الحرقات (الفتح ٧/ ٥١٧: ٤٢٦٩) من طريق حصين، عن أبي ظبيان، عن أسامة به.
وأخرجه مسلم في الإِيمان، باب تحريم قتل الكافر بعد أن قال: لا إله إلّا الله (١/ ٩٧: ٩٦) من طريق حصين به.
وأبو داود في الجهاد (٣/ ١٠٣)، باب على ما يقاتل المشركون، حديث (برقم ٢٦٤٣) من طريق الأعمش، عن أبي ظبيان به.
وأخرجه أحمد في مسنده (٥/ ٢٠٧) من طريق الأعمش، عن أبي ظبيان به بلفظه.