الحديث بهذا السند ضعيف لأنه منقطع لأنّ القاسم لم يسمع من أبي ذر وفيه عبد الرحمن المسعودي وقد اختلط إلّا أن رواية أبي نعيم عنه جيدة كما نص على ذلك أحمد بن حنبل.
وله طريق آخر وهو الذي أشار إليه المصنف بقوله:"وله طريق أصح منه في التفسير".
رواه عبد الرزاق في مصنفه (١١/ ١٢٨: ٢٠١١٠)، عن مَعْمَرٌ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ عَنْ مجاهدِ أن أبا ذر سأل النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ الإِيمان فَقَرَأَ عليه هذه الآية:{لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ} الآية.
ورواه إسحاق بن راهويه كما في المطالب (ق ١٣٠ ب) عن عبد الرزاق به وقال الحافظ هناك: هذا مرسل صحيح الإسناد. وله شاهد.
وعلى هذا فالشطر الأوّل من الحديث إلى نهاية الآية له طريقان فالأول منقطع والثاني مرسل، ولعل الحديث بطريقيه يكون حسنًا لغيره بالنسبة للشطر الأوّل.
أما الشطر الثاني من الحديث وهو قوله:"إن المؤمن إذا عمل الحسنة ... إلخ" له شاهد بمعناه من حديث أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رجل: يا رسول الله ما الإيمان قال: إذا سرتك حسنتك، وساءتك سيئتك فأنت مؤمن.
رواه ابن حبّان في صحيحه (١/ ٢٠٠: ١٧٦)، والحاكم في المستدرك (١/ ١٤)، وأحمد في المسند (٥/ ٢٥٢)، ثلاثتهم من طريق هشام بن أبي عبد الله الدستوائي عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ زَيْدِ بن سلام عن جده ممطور، عن أبي أمامة وقال الحاكم: صحيح متصل على شرط الشيخين وصححه الألباني في الصحيحة، وقال: زيد بن سلام وحده لم يخرج له البخاريُّ في صحيحه.