هذا الأثر صحيح عن ابن مسعود وقال الحاكم: صحيح الإسناد على شرطهما ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.
وقد روي الحديث مرفوعًا من وجوه لا تصح، منها ما رواه ابن بطة في الإِبانة (١/ ٣١٥: ١٥١) من طريق إسماعيل بن علية، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "عمل قليل في سنة خير من كثير في بدعة".
قلت: وهذا مرسل ومن مرسل الحسن وهي من أضعف المراسيل.
وأعاده ابن بطة (١/ ٣٥٧) من طريق يحيي بن جعفر الواسطي، قال حدّثنا عبد الوهاب، حدّثنا عوف، عن الحسن به بلفظه الأوّل وزاده "وكل بدعة ضلالة".
ورواه ابن بطة في الإِبانة أيضًا (١/ ٣٥٧: ٢٤٣) من طريق محمَّد بن عمرو الطيالسي قال حدّثنا بهز بن أسد عن فضالة، عن الحسين قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "عمل قليل في سنة خير من عمل كثير في بدعة".
ومحمد بن عمر الطيالسي غير معروف.
وعلى أي حال فالحديث لا يصح مرفوعًا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بل هو صحيح من قول ابن مسعود رضي الله عنه، كما سبق بطرق كثيرة عنه.