= وهو يتوضأ، فوافقته على حالين، كنت أحب أن أوافقه عليهما، وجدته فارغًا طيب النفس، فقلت: يا رسول الله، ائذن لي فأسألك، قال:"نعم، سل عما بدا لك".
قلت: يا رسول الله ما الإيمان؟ قال:"السماحة والصبر". قلت: وأي المؤمنين أفضلهم إيمانًا؟ قال:"أحسنهم خُلُقًا". قلت: فأي المسلمين أفضل إسلامًا؟ قال:"من سلم المسلمون من يده ولسانه".
قلت: فأي الجهاد أفضل؟ فطأطا رأسه، فصمت طويلًا، حتى خفت أن أكون قد شققت عليه، وتمنيت أن لم أكن سألته وقد سمعته بالأمس يقول:"إن أعظم الناس في المسلمين جرمًا لمن سأل عن شيء لم يحرم عليهم، فحرم من أجل مسألته"، فقلت: أعوذ باللهِ من غضب الله، وغضب رسوله، فرفع رأسه، فقال:"كيف قلت؟ ". قلت: فأي الجهاد أفضل؟ قال:"كلمة عدل عند إمام جائر".
قال الحاكم: أبو بدر الراوي عن عبد الله بن عُبيد بن عُمير، اسمه: بشار بن الحكم، شيخ من البصرة، وقد رَوى عن ثابت البناني غير حديث.
قلت: سند هذا الحديث ضعيف، فيه بكر بن خُنيس، قال الحافظ: صدوق له أغلاط (التقريب ص ١٢٦)، وأبو بدر: هو بشار بن الحكم، منكر الحديث (المغني (١/ ١٠٣)، وذكر الهيثمي هذا الحديث في المجمع (٥/ ٢٣٠)، ثم قال: رواه الطبراني، وفيه بكر بن خُنيس، وهو ضعيف.
وأخرجه الأصبهاني في الترغيب (١/ ٣٩) من طريق سُويد أبي حاتم، ثنا عبد الله بن عُبيد بن عُمير، به مختصرًا.
ولفظه: كنت قاعدًا عند النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يا رسول الله، ما الإيمان؟ قال:"الصبر والسماحة". قال: فأي المؤمنين أكمل إيمانًا؟ قال:"أحسنهم خُلُقًا".
وسنده ضعيف، سُويد هو ابن إبراهيم الجَحْدَري، أبو حاتم الحَنَّاط، قال الحافظ: صدوق سيء الحفظ له أغلاط (التقريب ص ٢٦٠).
قلت: وبما سبق يرتقي حديث الباب إلى مرتبة الحسن لغيره.