قلت: يعني من الطريق الثانية، وهي ما أخرج العُقيلي (٢/ ٤) واللفظ له، والطبراني في الأوسط (٢/ ١٨٩)، من طريق هلال بن بِشْر، حدّثنا عبد السلام بن هاشم قال: حدّثنا خالد بن بُرْد، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم-: "من رفع غضبه، رفع الله عنه عذابه، ومن حفظ لسانه، ستر الله عورته".
قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن قتادة إلّا خالد، ولا عن خالد إلّا عبد السلام، تفرد به هلال.
وذكره الهيثمي في المجمع (٨/ ٦٨)، ونسبه للطبراني في الأوسط، وأعله بعبد السلام بن هاشم.
وكلا الطريقين ضعيف جدًا، لوجود عبد السلام بن هاشم، وفيهما خالد بن بُرْد، وهو مجهول، وفي الطريق الأولى جهالة شيخ خالد بن بُرْد، وقد ذكر الحافظ هذه الطريق هنا في المطالب، وهي الطريق القادم برقم (٤)، وفي الطريق الثانية عنعنة قتادة، وهو مدلس، لا يقبل حديثه إلّا إذا صرح بالسماع (انظر طبقات المدلسين (ص ٤٣).
ويشهد للحديث ما يلي:
٢ - حديث ابن عمر: أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (ص ٤٣) واللفظ له، ومن طريقه الأصبهاني في الترغيب (٢/ ٧٠١)، من طريق المغيرة بن مسلم عن هشام بن أبي إبراهيم، عن ابن عمر رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "من كف لسانه، ستر الله عزّ وجل عورته، ومن ملك غضبه، وقاه الله عزّ وجلّ عذابه، ومن اعتذر إلى الله عزّ وجلّ قبل الله عذره".
قال العراقي: أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت بسند حسن (المغني مع الإحياء ٣/ ١١٠).
قلت: سنده ضعيف، فيه هشام بن أبي إبراهيم، قال أبو حاتم: مجهول =