للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

= يقول: "لو أن امرأة من نساء أهل الجنة أشرفت إلى أهل الأرض، لملأت الأرض ريح مسك، ولأذهبت ضوء الشمس والقمر". وإني والله ما كنت لأختاركِ عليهن.

قال البزّار: لا نعلم روى سعيد بن عامر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا هذا الحديث، وآخر.

قلت: هذا الإسناد ضعيف؛ لانقطاعه، شَهْر بن حَوْشَب روايته عن سعيد بن عامر مرسلة. (انظر التهذيب ٤/ ٤٥). وفي إسناد أحمد، والبزار، وابن صاعد، والطبراني: سَيَّار بن حاتم. قال الحافظ: صدوق له أوهام. (التقريب ص ٢٦١).

وذكر الهيثمي آخره في المجمع (١٠/ ٤١٧) ونسبه للطبراني، والبزار، ووهم رحمه الله فقال: وفيهما الحسن بن عَنْبَسَة الوراق ولم أعرفه ... أهـ.

قلت: الذي في إسناد البزّار، والطبراني، هو حماد بن الحسن بن عَنْبَسَة، وهو ثقة معروف. (انظر التقريب ص ١٧٨).

وأخرجه ابن المبارك في الجهاد (ص ٧٣) واللفظ له، وأبو نُعيم في الحلية (١/ ٢٤٤) من طريق يحيى بن عبد الله الحَرَّاني، كلاهما: عن الأوزاعي قال: حدثني حسان بن عطية أن سعيد بن عامر قال: "لو أن خيرة من خيرات حسان اطّلعت من السماء، لأضاءت لها الأرض، ولقهر ضوء وجهها الشمس والقمر، ولنصيف تكساه خير من الدنيا وما فيها". وقال لامرأته: ولأنت أحق أن أدعكِ لهن من أن أدعهن لك.

ولفظ أبي نُعيم بمعنى لفظ الباب، ولم يذكر المرفوع منه، وإسناد ابن المبارك صحيح، رجاله كلهم ثقات.

وأخرج أبو نُعيم في الحلية (١/ ٢٤٥) قصة بعث عمر رضي الله عنه لسعيد بن عامر من رواية خالد بن مَعْدان، وسنده ضعيف جدًا، فيه الهيثم بن عَدي. قال الذهبي: تركوه، وقال أبو داود السجستاني: كذاب. (المغني ٢/ ٧١٧).

ويشهد لقوله: "لو اطَّلعت خيرة من خيرات الجنة ... " حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: "لروحة في سبيل الله، أو غدوة خير من الدنيا =

<<  <  ج: ص:  >  >>