= وأخرجه أحمد في الزهد (ص ٢٩٢)، من طريق سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي موسى أنه قال:"إن هذا الدرهم والدينار أهلكا من كان قبلكم، وإني ما أراهما إلّا مهلكيكم".
ورُوي عن أبي موسى رضي الله عنه مرفوعًا، أخرجه ابن حبّان (الإحسان ٢/ ٤٠)، واللفظ له، والطبراني في الأوسط (٣/ ٢٨)، وأبو نُعيم في الحلية (٤/ ١١٢)، والبيهقيُّ في الشعب (٧/ ٢٧٧)، من طريق الأعمش، عن أبي وائل، عن أبي موسى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-: "ألا إن الدينار والدرهم أهلكا من كان قبلكم، وهما مهلكاكم".
قال أبو نُعيم: غريب من حديث شعبة، عن الأعمش، لا أعلم رواه عن شعبة إلَّا أبو داود، ويحيى بن سعيد، وحديث أبي داود تفرد به عنه مُؤَمَّل، وحديث يحيى بن عبد الله بن هاشم الطوسي كذا.
وأخرجه البيهقي أيضًا من طريق عاصم عن أبي وائل، عن أبي موسى مرفوعًا.
قلت: والرواية الراجحة هي الموقوفة، وهي طريق الباب، قال الدارقطني في العلل (٧/ ٢٢٨) بعد أن ذكر طرق رواية أبي موسى المرفوعة: ورواه غير هؤلاء عن الأعمش، عن أبي وائل، عن أبي موسى موقوفًا، وهو الصواب.
ويشهد لهذا الأثر ما رُوي عن ابن مسعود مرفوعًا وموقوفًا، كما يلي:
١ - رواية الرفع: أخرجها البزّار كما في الكشف (٤/ ٢٣٦)، وابن الأعرابي في معجمه (٢/ ١٨٦)، الطبراني في الكبير (١٠/ ١١٧)، وأبو نُعيم في الحلية (٢/ ١٠٢)، والبيهقيُّ في الشعب (٧/ ٢٧٧)، من طريق أحمد بن يحيى بن المنذر، ثنا أبي، ثنا ابن الأجلح عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّاب، عَنْ علقمة، عن عبد الله مرفوعًا. ولفظ البيهقي: عن عبد الله بن مسعود كان يعطي الناس عطاياهم، فجاء رجل فأعطاه ألفي درهم، ثم قال: خذها بارك الله لك، أَمَا إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- يقول:"إنما هلك من كان قبلكم بالدينار والدرهم، وهما مهلكاكم". =